Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 17-20)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } لما ذكر حال الكفار ذكر حال المؤمنين أيضاً { فَاكِهِينَ } أي ذوي فاكهة كثيرة يقال : رجل فاكه أي ذو فاكهة ، كما يقال : لابِنٌ وتامِرٌ أي ذو لبن وتمر قال : @ وغَرَرْتَنِي وزعمتَ أَنـ ـكَ لابِنٌ بالصَّيْفِ تَامِرْ @@ أي ذو لبن وتمر . وقرأ الحسن وغيره : « فَكِهِينَ » بغير ألف ومعناه معجبين ناعمين في قول ٱبن عباس وغيره يقال : فَكِه الرجلُ بالكسر فهو فِكهٌ إذا كان طيّب النفس مزاحاً . والفكه أيضاً الأشِر البِطر . وقد مضى في « الدخان » القول في هذا . { بِمَآ آتَاهُمْ } أي أعطاهم { رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } . { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } أي يقال لهم ذلك . { هَنِيئَاً } الهنيء ما لا تنغيص فيه ولا نكد ولا كدر . قال الزجاج : أي ليهنئكم ما صرتم إليه « هَنِيئاً » . وقيل : أي مُتِّعتم بنعيم الجنة إمتاعاً هنيئاً . وقيل : أي كلوا وٱشربوا هنئتم « هَنِيئاً » فهو صفة في موضع المصدر . وقيل : « هَنِيئاً » أي حلالاً . وقيل : لا أذى فيه ولا غائلة . وقيل : « هَنِيئاً » أي لا تموتون فإن ما لا يبقى أو لا يبقى الإنسان معه منغص غير هنيء . قوله تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ } سُرُر جمع سرير وفي الكلام حذف تقديره : متكئين على نمارق سرر . { مَّصْفُوفَةٍ } قال ٱبن الأعرابي : أي موصولة بعضها إلى بعض حتى تصير صفًّا . وفي الأخبار أنها تصفّ في السماء بطول كذا وكذا فإذا أراد العبد أن يجلس عليها تواضعت له ، فإذا جلس عليها عادت إلى حالها . قال ٱبن عباس : هي سرر من ذهب مكلّلة بالزبرجد والدر والياقوت ، والسرير ما بين مكة وأيلة . { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } أي قرنَّاهم بهنّ . قال يونس بن حبيب : تقول العرب زوجته ٱمرأة وتزوّجت ٱمرأة وليس من كلام العرب تزوّجت بامرأة . قال : وقول الله عز وجل : { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } أي قرنَّاهم بهنّ من قول الله تعالى : { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } [ الصافات : 22 ] أي وقرناءهم . وقال الفرّاء : تزوّجت بامرأة لغة في أزد شنوءة . وقد مضى القول في معنى الحور العين .