Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 41-45)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ } قال الحسن : سواد الوجه وزرقة الأعين ، قال الله تعالى : { وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } [ طه : 102 ] وقال تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [ آل عمران : 106 ] { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } أي تأخذ الملائكة بنواصيهم أي بشعور مقدم رؤوسهم وأقدامهم فيقذفونهم في النار . والنواصي جمع ناصية . وقال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره . وعنه : يؤخذ برجلي الرجل فيجمع بينهما وبين ناصيته حتى يندق ظهره ثم يلقى في النار . وقيل : يفعل ذلك به ليكون أشدّ لعذابه وأكثر لتشويهه . وقيل : تسحبهم الملائكة إلى النار تارةً تأخذ بناصيته وتجره على وجهه ، وتارةً تأخذ بقدميه وتسحبه على رأسه . قوله تعالى : { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } أي يقال لهم هذه النار التي أخبرتم بها فكذبتم . { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } قال قتادة : يطوفون مرةً بين الحميم ومرةً بين الجحيم ، والجحيم النار ، والحميم الشراب . وفي قوله تعالى : « آنٍ » ثلاثة أوجه ، أحدها أنه الذي ٱنتهى حَرُّه وحميمه . قاله ٱبن عباس وسعيد بن جُبير والسّدي ومنه قول النابغة الذُّبْياني : @ وتُخْضَبْ لْحِيَةٌ غَدَرتْ وخَانت بأحمَر من نجيعِ الجوفِ آنِ @@ قال قتادة : { آنٍ } طبخ منذ خلق الله السموات والأرض يقول : إذا ٱستغاثوا من النار جعل غياثهم ذلك . وقال كعب : « آن » واد من أودية جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فيغمسون بأغلالهم فيه حتى تنخلع أوصالهم ، ثم يخرجون منها وقد أحدث الله لهم خلقاً جديداً فيلقون في النار ، فذلك قوله تعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } . وعن كعب أيضاً : أنه الحاضر . وقال مجاهد : إنه الذي قد آن شربه وبلغ غايته . والنعمة فيما وصف من هول القيامة وعقاب المجرمين ما في ذلك من الزجر عن المعاصي والترغيب في الطاعات . وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " أنه أتى على شاب في الليل يقرأ { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ } فوقف الشاب وخنقته العَبْرة وجعل يقول : وَيْحِي من يوم تنشقُّ فيه السماء وَيْحِي ! فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « وَيْحَك يا فتى مثلها فوالذي نفسي بيده لقد بكت ملائكة السماء من بكائك » " .