Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 48-51)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } قال ٱبن عباس وغيره : أي ذواتا ألوان من الفاكهة الواحد فنّ . وقال مجاهد : الأفنان الأغصان واحدها فنن قال النابغة : @ بكاء حمامةٍ تَدْعو هَدِيلاً مُفَجَّعَةٍ على فَنَنٍ تُغنِّي @@ وقال آخر يصف طائرين : @ باتا على غُصْنِ بَانٍ في ذُرَى فَنَنٍ يُرَددانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوَانِ @@ أراد باللحون اللغات . وقال آخر : @ ما هاجَ شَوْقَك مِن هَدِيلِ حمامةٍ تَدْعو على فَنَنِ الغُصونِ حَمامَا تدعو أبا فَرْخَيْن صادف ضارِياً ذا مِخْلَبَيْنِ مِن الصُّقورِ قَطَامَا @@ والفنن جمعه أفنان ثم الأفانين وقال يصف رَحىً : @ لها زِمـامٌ مِـن أفانِيـنِ الشَّجَـرْ @@ وشجرة فَنَّاء أي ذات أفنان وفنواء أيضاً على غير قياس . وفي الحديث : " أن أهل الجنة مُرْدٌ مكحَّلون أولو أفانين " يريد أولو فَنَن وهو جمع أفنان ، وأفنان جمع فننٍ وهو الخُصْلة من الشعر شبّه بالغصن . ذكره الهروي . وقيل : { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } أي ذواتاً سعة وفضل على ما سواهما قاله قتادة . وعن مجاهد أيضاً وعكرمة : إن الأفنان ظل الأغصان على الحيطان . قوله تعالى : { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } أي في كل واحدة منهما عين جارية . قال ٱبن عباس : تجريان ماءً بالزيادة والكرامة من الله تعالى على أهل الجنة . وعن ٱبن عباس أيضاً والحسن : تجريان بالماء الزّلال إحدى العينين التسنيم والأخرى السلسبيل . وعنه أيضاً : عينان مثل الدنيا أضعافاً مضاعفةً ، حصباؤها الياقوت الأحمر والزَّبَرْجَد الأخضر ، وترابهما الكافور ، وحمأتهما المسك الأذفر ، وحافتاهما الزعفران . وقال عطية : إحداهما من ماء غير آسن ، والأخرى من خمر لذة للشاربين . وقيل : تجريان من جبل من مسك . وقال أبو بكر الوّراق : فيهما عينان تجريان لمن كانت عيناه في الدنيا تجريان من مخافة الله عز وجل .