Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي مَجِّد الله ونزّهه عن السوء . وقال ٱبن عباس : صلّى للَّهِ « مَا فيِ السَّمَوَاتِ » ممن خلق من الملائكة « وَالأَرْضِ » من شيء فيه رُوح أو لا رُوح فيه . وقيل : هو تسبيح الدلالة . وأنكر الزجاج هذا وقال : لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهورِ آثار الصنعة لكانت مفهومة فلِم قال : { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } [ الإسراء : 44 ] وإنما هو تسبيح مقال . وٱستدلّ بقوله تعالى : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ } [ الأنبياء : 79 ] فلو كان هذا تسبيح دلالة فأيّ تخصيص لداود ؟ ! قلت : وما ذكره هو الصحيح ، وقد مضى بيانه والقول فيه في « سبحان » عند قوله تعالى : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ } [ الإسراء : 44 ] { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } . قوله تعالى : { لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي ٱنفرد بذلك . والْملكُ عبارة عن المَلْك ونفوذ الأمر فهو سبحانه الملك القادر القاهر . وقيل : أراد خزائن المطر والنبات وسائر الرزق . { يُحْيِـي وَيُمِيتُ } يميت الأحياء في الدنيا ويحيي الأموات للبعث . وقيل : يُحيي النطف وهي موات ويُميت الأحياء . وموضع { يُحْيِـي وَيُمِيتُ } رفع على معنى وهو يحيي ويميت . ويجوز أن يكون نصباً بمعنى { لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } محييا ومميتا على الحال من المجرور في « لَهُ » والجار عاملاً فيها . { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي الله لا يعجزه شيء . قوله تعالى : { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ } ٱختلف في معاني هذه الأسماء وقد بيناها في الكتاب الأسنى . وقد شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحاً يغني عن قول كل قائل فقال في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة : " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ٱقض عنا الدين وٱغننا من الفقر " عنى بالظاهر الغالب ، وبالباطن العالم والله أعلم . { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } بما كان أو يكون فلا يخفى عليه شيء .