Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 4-6)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } تقدّم في « الأعراف » مستوفًى . قوله تعالى : { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ } أي يدخل فيها من مطر وغيره { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من نبات وغيره { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } من رزق ومطر ومَلَك { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } يصعد فيها من ملائكة وأعمال العباد { وَهُوَ مَعَكُمْ } يعني بقدرته وسلطانه وعلمه { أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } يبصر أعمالكم ويراها ولا يخفى عليه شيء منها . وقد جمع في هذه الآية بين { ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } وبين { وَهُوَ مَعَكُمْ } والأخذ بالظاهرين تناقض فدل على أنه لا بدّ من التأويل ، والإعراضُ عن التأويل ٱعتراف بالتناقض . وقد قال الإمام أبو المعالي : إن محمداً صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لم يكن بأقرب إلى الله عز وجل من يونس بن متى حين كان في بطن الحوت . وقد تقدّم . قوله تعالى : { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } هذا التكرير للتأكيد أي هو المعبود على الحقيقة { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } أي أمور الخلائق في الآخرة . وقرأ الحسن والأعرج ويعقوب وٱبن عامر وأبو حَيْوة وٱبن مُحَيصن وحميد والأعمش وحمزة والكسائي وخلف « تَرْجِع » بفتح التاء وكسر الجيم . الباقون « تُرْجَعُ » . قوله تعالى : { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } تقدّم في « آل عمران » . { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي لا تخفى عليه الضمائر ، ومن كان بهذه الصفة فلا يجوز أن يعبد من سواه .