Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 17-19)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي من عذابه شيئاً . وقال مقاتل : قال المنافقون إن محمداً يزعم أنه يُنصَر يوم القيامة ، لقد شقينا إذا ! فوالله لننصرنّ يوم القيامة بأنفسنا وأولادنا وأموالنا إن كانت قيامة . فنزلت : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهِ جَمِيعاً } أي لهم عذاب مهين يوم يبعثهم { فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } اليوم . وهذا أمر عجيب وهو مغالطتهم باليمين غداً ، وقد صارت المعارف ضرورية . وقال ٱبن عباس : هو قولهم { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] . { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } بإنكارهم وحَلفِهم . قال ٱبن زيد : ظنوا أنهم ينفعهم في الآخرة . وقيل : { وَيَحْسَبُونَ } في الدنيا { أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } لأنهم في الآخرة يعلمون الحق بٱضطرار . والأوّل أظهر . وعن ٱبن عباس قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " ينادي منادٍ يوم القيامة أين خصماء الله فتقوم القَدَرية مسودّة وجوههم مزرقّة أعينهم مائل شدقهم يسيل لعابهم فيقولون والله ما عبدنا من دونك شمساً ولا قمراً ولا صنماً ولا وثَناً ، ولا ٱتخذنا من دونك إلۤهاً " قال ٱبن عباس : صدقوا والله ! أتاهم الشرك من حيث لا يعلمون ثم تلا { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } هم والله القَدَرية . ثلاثاً . قوله تعالى : { ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ } أي غلب وٱستعلى أي بوسوسته في الدنيا . وقيل : قَوي عليهم . وقال المفضّل : أحاط بهم . ويحتمل رابعاً أي جمعهم وضمهم . يقال : أحوذ الشيء أي جمعه وضم بعضه إِلى بعض ، وإذا جمعهم فقد غلبهم وقوي عليهم وأحاط بهم . { فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ } أي أوامره في العمل بطاعته . وقيل : زواجره في النهي عن معصيته . والنسيان قد يكون بمعنى الغفلة ، ويكون بمعنى الترك ، والوجهان محتملان هنا . { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ } طائفته ورهطه { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ } في بيعهم لأنهم باعوا الجنة بجهنم ، وباعوا الهدي بالضلالة .