Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-16)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } قال قتادة : هم المنافقون توَّلُوا اليهود { مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } يقول : ليس المنافقون من اليهود ولا من المسلمين بل هم مذبذبون بين ذلك ، وكانوا يحملون أخبار المسلمين إليهم . قال السّدي ومقاتل : نزلت في عبد الله بن أبيّ وعبد الله بن نَبْتَل المنافقَيْن كان أحدهما يجالس النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود ، " فبينا النبيّ صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجراته إذ قال : « يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان » فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق أسمر قصيراً خفيف اللحية فقال عليه الصلاة والسلام : « علام تشتمني أنت وأصحابك » فحلف بالله ما فعل ذلك . فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم : « فعلت » فآنطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فنزلت هذه الآية " وقال معناه ٱبن عباس . روى عِكرمة عنه قال : " كان النبيّ صلى الله عليه وسلم جالساً في ظل شجرة قد كاد الظل يتقلص عنه إذ قال : « يجيئكم الساعة رجل أزرق ينظر إليكم نظر شيطان » فنحن على ذلك إذ أقبل رجل أزرق ، فدعا به النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : « علام تشتمني أنت وأصحابك » قال : دعني أجيئك بهم . فمرّ فجاء بهم فحلفوا جميعاً أنه ما كان من ذلك شيء فأنزل الله عز وجل : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } إلى قوله : { هُمُ الخَاسِرُونَ } " واليهود مذكورون في القرآن بـ { غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } . { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ } أي لهؤلاء المنافقين { عَذَاباً شَدِيداً } في جهنم وهو الدرك الأسفل . { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بئس الأعمال أعمالهم { ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } يستجِنُّون بها من القتل . وقرأ الحسن وأبو العالية « إِيمَانَهُمْ » بكسر الهمزة هنا وفي « الْمُنَافقون » . أي إقرارهم ٱتخذوه جنة ، فآمنت ألسنتهم من خوف القتل ، وكفرت قلوبهم { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار . والصدّ المنع { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي عن الإسلام . وقيل : في قتلهم بالكفر لما أظهروه من النفاق . وقيل : أي بإلقاء الأراجيف وتثبيط المسلمين عن الجهاد وتخويفهم .