Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 5-6)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } لما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين المخالفين لها . والمحادة المعاداة والمخالفة في الحدود وهو مثل قوله تعالى : { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ الأنفال : 13 ] . وقيل : { يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ } أي أولياء الله كما في الخبر : « من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة » . وقال الزجاج : المحادّة أن تكون في حدّ يخالف حدّ صاحبك . وأصلها الممانعة ومنه الحديد ، ومنه الحدّاد للبوّاب . { كُبِتُواْ } قال أبو عبيدة والأخفش : أهلكوا . وقال قتادة : اخْزُوا كما أُخْزِي الذين من قبلهم . وقال ٱبن زيد : عذبوا . وقال السدي : لعنوا . وقال الفراء : غيظوا يوم الخندق . وقيل : يوم بدر . والمراد المشركون . وقيل : المنافقون . { كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } . وقيل : « كُبِتُوا » أي سيكبتون ، وهو بشارة من الله تعالى للمؤمنين بالنصر ، وأخرج الكلام بلفظ الماضي تقريباً للمخبر عنه . وقيل : هي بلغة مَذْحج . { وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } فيمن حادّ الله ورسوله من الذين قبلهم فيما فعلنا بهم . { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } . قوله تعالى : { يَوْمَ } نصب بـ « ـعَذَابٍ مُهِينٍ » أو بفعل مضمر تقديره وٱذكر تعظيماً لليوم . { يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } أي الرجال والنساء يبعثهم من قبورهم في حالة واحدة { فَيُنَبِّئُهُمْ } أي يخبرهم { بِمَا عَمِلُوۤاْ } في الدنيا { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ } عليهم في صحائف أعمالهم { وَنَسُوهُ } هم حتى ذكرهم به في صحائفهم ليكون أبلغ في الحجة عليهم . { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } مطّلع وناظر لا يخفى عليه شيء .