Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي الفَيءُ والغنائم { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ } . وقيل : { كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ } ولكن يكون « لِلْفُقَراءِ » . وقيل : هو بيان لقوله : وَلِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَاْبنِ السَّبِيلِ » فلما ذُكروا بأصنافهم قيل المال لهؤلاء ، لأنهم فقراء ومهاجرين وقد أُخرجوا من ديارهم فهم أحق الناس به . وقيل : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } للفقراء المهاجرين لكيلا يكون المال دولة للأغنياء من بني الدنيا . وقيل : والله شديد العقاب للمهاجرين أي شديد العقاب للكفار بسبب الفقراء المهاجرين ومن أجلهم . ودخل في هؤلاء الفقراء المتقدم ذكرهم في قوله تعالى : { وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ } . وقيل : هو عطف على ما مضى ، ولم يأت بواو العطف كقولك : هذا المال لزيد لِبَكْر لفلان لفلان . والمهاجرون هنا : من هاجر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم حُبَّاً فيه ونُصْرَةً له . قال قتادة : هؤلاء المهاجرون الذين تركوا الديار والأموال والأهلين والأوطان حبّاً لله ولرسوله ، حتى إن الرجل منهم كان يَعْصِب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع ، وكان الرجل يتخذ الحَفِيرة في الشتاء ما له دِثار غيرها . وقال عبد الرحمن بن أبزَى وسعيد ابن جُبَير : كان ناس من المهاجرين لأحدهم العبد والزوجة والدار والناقة يحجّ عليها ويغزو ، فنسبهم الله إلى الفقراء وجعل لهم سهماً في الزكاة . ومعنى { أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ } أي أخرجهم كفار مكة أي أحوَجُوهم إلى الخروج وكانوا مائة رجل . { يَبْتَغُونَ } يطلبون . { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ } أي غنيمة في الدنيا { وَرِضْوَاناً } في الآخرة أي مرضاة ربهم . { وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في الجهاد في سبيل الله . { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } في فعلهم ذلك . وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب بالجابية فقال : من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أُبَيّ بن كعب ، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله تعالى جعلني له خازناً وقاسماً . ألاَ وإني بادٍ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فمعطيهن ، ثم المهاجرين الأولين أنا وأصحابي . أُخرِجنا من مكة من ديارنا وأموالنا .