Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 135-135)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ يَاقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } وقرأ أبو بكر بالجمع « مكاناتكم » . والمكانة الطريقة . والمعنى : ٱثبتوا على ما أنتم عليه فأنا أثبت على ما أنا عليه . فإن قيل : كيف يجوز أن يؤمروا بالثبات على ما هم عليه وهم كفار . فالجواب أن هذا تهديد كما قال عز وجل : { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } [ التوبة : 82 ] . ودلّ عليه « فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ » أي العاقبة المحمودة التي يحمد صاحبها عليها ، أي من له النصر في دار الإسلام ، ومن له وراثة الأرض ، ومن له الدار الآخرة ، أي الجنة . قال الزجاج : « مكانتكم » تمكّنكُم في الدنيا . ٱبن عباس والحسن والنخَعيّ : على ناحيتكم . القُتَبيّ : على موضعكم . { إِنَّي عَامِلٌ } على مكانتي ، فحذف لدلالة الحال عليه . « ومَنْ » مِن قوله « مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ » في موضع نصب بمعنى الذي لوقوع العلم عليه . ويجوز أن تكون في موضع رفع لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله فيكون الفعل معلقاً . أي تعلمون أيّنا تكون له عاقبة الدّار كقوله : { لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ } [ الكهف : 12 ] وقرأ حمزة والكِسائيّ « من يكون » بالياء .