Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 70-70)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي لا تعلّق قلبك بهم فإنهم أهل تَعنُّت وإن كنت مأموراً بوَعْظِهم . قال قتادة : هذا منسوخ ، نسخه { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [ التوبة : 5 ] . ومعنى { لَعِباً وَلَهْواً } أي استهزاءً بالدين الذي دعوتهم إليه . وقيل : استهزءوا بالدين الذي هم عليه فلم يعملوا به . والاستهزاء ليس مُسَوَّغاً في دين . وقيل : « لَعِباً وَلَهْواً » باطلاً وفرحاً ، وقد تقدّم هذا . وجاء اللّعب مقدّماً في أربعة مواضع ، وقد نُظمت : @ إذا أتى لعب ولهو وكم من موضع هو في القُران فحرف في الحديد وفي القتال وفي الأنعام منها موضعان @@ وقيل : المراد بالدِّين هنا العِيدُ . قال الكلبيّ : إن الله تعالى جعل لكل قوم عيداً يعظمونه ويصلّون فيه لله تعالى ، وكل قوم اتّخذوا عيدهم لعباً ولهواً إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنهم اتخذوه صلاة وذكراً وحضوراً بالصدقة ، مثل الجمعة والفطر والنحر . قوله تعالى : { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } أي لم يعلموا إلا ظاهراً من الحياة الدنيا . قوله تعالى : { وَذَكِّرْ بِهِ } أي بالقرآن أو بالحساب . { أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ } أي تُرْتَهن وتُسلم للْهَلَكة عن مجاهد وقتادة والحسن وعِكْرمة والسُّدِّي . والإبسال : تسليم المرء للهلاك هذا هو المعروف في اللغة . أبْسلتُ ولدي أرهنته قال عَوْف بن الأحوص بن جعفر : @ وإبْسالِي بَنِيَّ بغيْر جُرْمٍ بَعَوْناه ولا بِدَمٍ مُرَاقِ @@ « بَعَوْناه » بالعين المهملة معناه جنيْناه . والبَعْوُ الجِناية . وكان حَمَل عن غَنِيٍّ لبني قُشيرٍ دَمَ ٱبني السُّجَيْفَة فقالوا : لا نرضى بك فرهنَهم بَنِيّه طلباً للصلح . وأنشد النابغة الجعدي : @ ونحن رَهنّا بالأُفاقة عامراً بما كان في الدَّرْدَاء رَهْناً فأُبسِلاَ @@ الدرداء : كتيبة كانت لهم . { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } تقدّم معناه . قوله تعالى : { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ } الآية . العدل الفدْية ، وقد تقدم في « البقرة » . والحَمِيم الماء الحارّ وفي التنزيل { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } [ الحج : 19 ] الآية . { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] . والآية منسوخة بآية القتال . وقيل : ليست بمنسوخة لأن قوله : { وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُوا دِينَهُمْ } تهديد كقوله : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ } [ الحجر : 3 ] . ومعناه لا تحزن عليهم فإنما عليك التبليغ والتذكير بإبسال النفوس . فمن أبسل فقد أسلم وٱرتُهن . وقيل : أصله التحريم ، من قولهم : هذا بَسْلٌ عليك أي حرام فكأنهم حُرِموا الجنة وحُرِّمت عليهم الجنة . قال الشاعر : @ أجارتْكُم بَسْلٌ علينا مُحَرّمٌ وجارتنا حِلٌّ لكم وحَلِيلُها @@ والإبسال : التحريم .