Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 14-15)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } قرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو حَيْوة والمغيرة والأعرج « آن كان » بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام . وقرأ المُفَضّل وأبو بكر وحمزة « أأن كان » بهمزتين مُحَقّقتين . وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر فمن قرأ بهمزة مطولة أو بهمزتين محققتين فهو استفهام والمراد به التوبيخ ، ويحسن له أن يقف على « زنِيم » ، ويبتدىء « أَنْ كَانَ » على معنى ألأِن كان ذا مال وبنين تطيعه . ويجوز أن يكون التقدير : ألأِن كان ذا مال وبنين يقول إِذَا تُتْلَى عليهِ آيَاتُنَا : أَسَاطِيرُ الأَوَّلِين ! ! ويجوز أن يكون التقدير : ألأن كان ذا مال وبنين يكفر ويستكبر . ودلّ عليه ما تقدم من الكلام فصار كالمذكور بعد الاستفهام . ومن قرأ « أَنْ كَانَ » بغير استفهام فهو مفعول من أجله والعامل فيه فعل مضمر ، والتقدير : يكفر لأن كان ذا مال وبنين . ودل على هذا الفعل : { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } . ولا يعمل في « أَنْ » : « تُتْلَى » ولا « قَالَ » لأن ما بعد « إِذَا » لا يعمل فيما قبلها لأن « إذَا » تضاف إلى الجمل التي بعدها ، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف . و « قَالَ » جواب الجزاء ولا يعمل فيما قبل الجزاء إذ حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه ، وحكم الجواب أن يكون بعد الشرط فيصير مقدماً مؤخراً في حال . ويجوز أن يكون المعنى لا تطعه لأن كان ذا يسار وعدد . قال ٱبن الأنباري : ومن قرأ بلا استفهام لم يحسن أن يقف على « زَنِيم » لأن المعنى كان وبأن كان ، فـ « ـأن » متعلقة بما قبلها . قال غيره : يجوز أن يتعلق بقوله : « مَشَّاءٍ بِنَمِيم » والتقدير يمشي بنميم لأن كان ذا مال وبنين . وأجاز أبو عليّ أن يتعلق بـ « ـعُتُلٍّ » . وأساطير الأولين : أباطيلهم وتُرّهاتهم وخرافاتهم . وقد تقدم .