Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 49-50)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } قراءة العامة « تَدَارَكَهُ » . وقرأ ابن هُرْمُز والحسن « تَدَّاركه » بتشديد الدال وهو مضارع أدغمت التاء منه في الدال . وهو على تقدير حكاية الحال كأنه قال : لولا أن كان يقال فيه تتداركه نعمة . ابن عباس وابن مسعود : « تداركته » وهو خلاف المرسوم . و « تَدَارَكَهُ » فعلٌ ماضٍ مذكّر حُمل على معنى النعمة لأن تأنيث النعمة غير حقيقي . و « تداركته » على لفظها . واختِلف في معنى النعمة هنا فقيل النُّبوّة قاله الضحاك . وقيل عبادته التي سلفت قاله ابن جُبير . وقيل : نداؤه { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [ الأنبياء : 87 ] قاله ٱبن زيد . وقيل : نعمة الله عليه إخراجه من بطن الحوت قاله ابن بحر . وقيل : أي رحمة من ربه فَرحِمَه وتاب عليه . { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } أي لَنُبِذ مذموماً ولكنه نُبذ سقيماً غير مذموم . ومعنى « مَذْمُومٌ » في قول ابن عباس : مُلِيم . قال بكر بن عبد الله : مذنب . وقيل : « مذموم » مُبْعَدٌ من كلّ خير . والعَرَاء : الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل ولا شجر يستر . وقيل : ولولا فضل الله عليه لبقَِيِ في بطن الحوت إلى يوم القيامة ، ثم نُبذ بعراء القيامة مذموماً . يدلّ عليه قوله تعالى : { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ الصافات : 143 - 144 ] . { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } أي اصطفاه واختاره . { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } قال ابن عباس : ردّ الله إليه الوَحْي ، وشفّعه في نفسه وفي قومه ، وقبِل توبته ، وجعله من الصالحين بأن أرسله إلى مائة ألف أو يزيدون .