Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 5-7)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } قال ابن عباس : معناه فستعلم ويعلمون يوم القيامة . وقيل : فسترى ويرون يوم القيامة حين يتبين الحقّ والباطل . { بِأَيِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } الباء زائدة أي فستبصر ويبصرون أيكم المفتون . أي الذي فُتِن بالجنون كقوله تعالى : { تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } [ المؤمنون : 20 ] و { يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } [ الإنسان : 6 ] وهذا قول قتادة وأبي عُبيد والأخفش . وقال الراجز : @ نحن بنو جَعْدَة أصحاب الفَلَج نضرب بالسيف ونرجو بالفَرَج @@ وقيل : الباء ليست بزائدة والمعنى : { بِأَيِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } أي الفتنة . وهو مصدر على وزن المفعول ، ويكون معناه الفُتُون كما قالوا : ما لفلان مجلود ولا معقول أي عقل ولا جلادة . وقاله الحسن والضحاك وابن عباس . وقال الراعي : @ حتى إذا لم يتركوا لعظامه لحماً ولا لفؤاده معقولا @@ أي عقلاً . وقيل في الكلام تقدير حذف مضاف والمعنى : بأيكم فتنة المفتون . وقال الفرّاء : الباء بمعنى في أي فستبصِر ويبصرون في أي الفريقين المجنون أبا لِفِرْقة التي أنت فيها من المؤمنين أم بالْفِرقة الأخرى . والمفتون : المجنون الذي فتنه الشيطان . وقيل : المفتون المعذَّب . من قول العرب : فتنت الذهب بالنار إذا حَمّيته . ومنه قوله تعالى : { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } [ الذاريات : 13 ] أي يعذّبون . ومعظم السورة نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي جهل . وقيل : المفتون هو الشيطان لأنه مفتون في دينه . وكانوا يقولون : إن به شيطاناً ، وعَنَوْا بالمجنون هذا فقال الله تعالى : فسيعلمون غداً بأيهم المجنون أي الشيطان الذي يحصل من مسّه الجنون واختلاط العقل . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي إن الله هو العالم بمن حاد عن دينه . { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } أي الذين هم على الهدى فيجازِي كُلاًّ غداً بعمله .