Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 9-9)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ٱبن عباس وعطية والضحاك والسُّدّيّ : ودّوا لو تكفر فيتَمادَوْن على كفرهم . وعن ٱبن عباس أيضاً : ودّوا لو تُرَخِّص لهم فَيُرخِّصون لك . وقال الفرّاء والكَلْبيّ : لو تلين فيلينون لك . والادّهان : التَّليين لمن لا ينبغي له التَّليين قاله الفرّاء . وقال مجاهد : المعنى ودّوا لو رَكَنْتَ إليهم وتركت الحقّ فيُمالئونك . وقال الربيع بن أنس : ودّوا لو تكذب فيكذبون . وقال قتادة : ودّوا لو تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك . الحسن : ودّوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم . وعنه أيضاً : ودّوا لو ترفض بعض أمرك فيرفضون بعض أمرهم . زيد بن أسلم : لو تنافق وترائي فينافقون ويراءون . وقيل : ودّوا لو تضعف فيضعفون قاله أبو جعفر . وقيل ، ودّوا لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم قاله القُتَبيّ . وعنه : طلبوا منه أن يعبد آلهتهم مدّة ويعبدوا إلٰهه مدّة . فهذه ٱثنا عشر قولاً . ابن العربيّ : ذكر المفسرون فيها نحو عشرة أقوال كلّها دعاوَى على اللغة والمعنى . أمثلها قولهم : ودّوا لو تكذب فيكذبون ، ودّوا لو تكفر فيكفرون . قلت : كلها إن شاء الله تعالى صحيحة على مقتضى اللغة والمعنى فإن الادّهان : اللينُ والمصانعة . وقيل : مجاملة العدُوّ ممايلته . وقيل : المقاربة في الكلام والتَّليين في القول . قال الشاعر : @ لبعض الغَشْم أحزم في أمور تنوبك من مداهنة العِده @@ وقال المفضل : النفاق وترك المناصحة . فهي على هذا الوجه مذمومة ، وعلى الوجه الأوّل غير مذمومة ، وكل شيء منها لم يكن . قال المبرد : يقال أدهن في دينه وداهن في أمره أي خان فيه وأظهر خلاف ما يضمر . وقال قوم : داهنت بمعنى واريت ، وأدهنت بمعنى غششت قاله الجوهريّ . وقال : « فَيُدْهِنُونَ » فساقه على العطف ، ولو جاء به جواب النهي لقال فيدهنوا . وإنما أراد : إن تمنوا لو فعلت فيفعلون مثل فعلك عطفاً لا جزاءً عليه ولا مكافأة ، وإنما هو تمثيل وتنظير .