Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد مضى القول في « الأعراف » أن نُوحاً عليه السلام أوّل رسول أرسِل . ورواه قتادة عن ابن عباس : عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " أوّل رسول أرسِل نوح وأرسِل إلى جميع أهل الأرض " فلذلك لما كفروا أغرق الله أهل الأرض جميعاً . وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهلايل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم عليه السلام . قال وهب : كلهم مؤمنون . أُرسل إلى قومه وهو ابن خمسين سنة . وقال ابن عباس : ابن أربعين سنة . وقال عبد الله بن شدّاد : بُعث وهو ابن ثلثمائة وخمسين سنة . وقد مضى في سورة « العنكبوت » القول فيه . والحمد لله . { أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ } أي بأن أنذر قومك ، فموضع « أن » نصب بإسقاط الخافض . وقيل : موضعها جَرٌّ لقوّة خِدْمتها مع « أن » . ويجوز « أن » بمعنى المفسّرة فلا يكون لها موضع من الإعراب ، لأن في الإرسال معنى الأمر ، فلا حاجة إلى إضمار الباء . وقراءة عبد الله « أنْذِرْ قَوْمَكَ » بغير « أن » بمعنى قلنا له أنذر قومك . وقد تقدم معنى الإنذار في أوّل « سورة البقرة » . { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } قال ابن عباس : يعني عذاب النار في الآخرة . وقال الكلبيّ : هو ما نزل عليهم من الطوفان . وقيل : أي أنذرهم العذاب الأليم على الجملة إن لم يؤمنوا . فكان يدعو قومه وينذرهم فلا يرى منهم مجيباً ، وكانوا يضربونه حتى يُغشى عليه فيقول ، « ربّ ٱغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » … وقد مضى هذا مستوفًى في سورة « العنكبوت » والحمد لله .