Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 2-4)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ } أي مخوّف . { مُّبِينٌ } أي مظهر لكم بلسانكم الذي تعرفونه . { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ } و « أن » المفسرة على ما تقدم في « أنْ أنْذِرْ » . « اعْبُدُوا » أي وحّدوا . واتقوا : خافوا . { وَأَطِيعُونِ } أي فيما آمركم به ، فإني رسول الله اليكم . { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } جُزِم « يغفِر » بجواب الأمر . و « مِن » صلة زائدة . ومعنى الكلام يغفر لكم ذنوبكم ، قاله السدّي . وقيل : لا يصح كونها زائدة ، لأن « مِن » لا تزاد في الواجب ، وإنما هي هنا للتبعيض ، وهو بعض الذنوب ، وهو ما لا يتعلق بحقوق المخلوقين . وقيل : هي لبيان الجنس . وفيه بُعْدٌ ، إذ لم يتقدم جنس يليق به . وقال زيد بن أسلم : « المعنى يخرجكم من ذنوبكم . ابن شجرة : المعنى يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } قال ابن عباس : أي ينسىء في أعماركم . ومعناه أن الله تعالى كان قضى قبل خلقهم أنهم إن آمنوا بارك في أعمارهم ، وإن لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب . وقال مقاتل : يؤخركم إلى منتهى آجالكم في عافية ، فلا يعاقبكم بالقحط وغيره . فالمعنى على هذا يؤخركم من العقوبات والشدائد إلى آجالكم . وقال : الزجاج أي يؤخركم عن العذاب فتموتوا غير موتة المستأصلين بالعذاب . وعلى هذا قيل : « أجل مُسَمىًّ » عندكم تعرفونه ، لا يميتكم غَرَقاً ولا حَرَقاً ولا قَتْلاً ، ذكره الفرّاء . وعلى القول الأول « أجَلٍ مُسَمّى » عند الله . { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ } أي إذا جاء الموت لا يؤخّر بعذاب كان أو بغير عذاب . وأضاف الأجل إليه سبحانه لأنه الذي أثبته . وقد يضاف إلى القوم ، كقوله تعالى : { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } لأنه مضروب لهم . و « لَوْ » بمعنى « إن » أي إن كنتم تعلمون . وقال الحسن : معناه لو كنتم تعلمون لعلمتم أن أجل الله إذا جاءكم لم يؤخّر .