Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 9-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } قرأ أهل الحرمين وٱبن مُحَيْصن ومجاهد وأبو عمرو وٱبن أبي إسحاق وحفص « رَبُّ » بالرفع على الابتداء والخبر { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } . وقيل : على إضمار « هو » . الباقون « رَبِّ » بالخفض على نعت الربّ تعالى في قوله تعالى : { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ } « رَبِّ الْمَشْرِقِ » ، ومن علم أنه ربّ المشارق والمغارب ٱنقطع بعمله وأمله إليه . { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } أي قائماً بأمورك . وقيل : كفيلاً بما وعدك . قوله تعالى : { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } أي من الأذى والسبّ والاستهزاء ، ولا تجزع من قولهم ، ولا تمتنع من دعائهم . { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } أي لا تتعرض لهم ، ولا تشتغل بمكافأتهم ، فإن في ذلك ترك الدعاء إلى الله . وكان هذا قبل الأمر بالقتال ، ثم أمر بعدُ بقتالهم وقتلهم ، فنَسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك قاله قتادة وغيره . وقال أبو الدرداء : إنا لَنَكْشِرُ في وجوه أقوام ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتقَلْيهم أو لتلعنهم . قوله تعالى : { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ } أي ٱرض بي لعقابهم . نزلت في صناديد قريش ورؤوساء مكة من المستهزئين . وقال مقاتل : نزلت في المطعِمِين يوم بدر وهم عشرة . وقد تقدّم ذكرهم في « الأنفال » . وقال يحيـى بن سلاّم : إنهم بنو المغيرة . وقال سعيد بن جُبير أخبرت أنهم ٱثنا عشر رجلاً . { أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ } أي أولى الغنى والترفُّه واللذة في الدنيا { وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } يعني إلى مدّة آجالهم . قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيراً حتى وقعت وقعة بدر . وقيل : { وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } يعني إلى مدة الدنيا .