Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 16-21)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } في الترمذي : عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن يحرّك به لسانه ، يريد أن يحفظه ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } قال : فكان يحرّك به شفتيه " وحرّك سفيان شفتيه . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . ولفظ مسلم عن ٱبن جُبير عن ٱبن عباس قال : كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدّة ، كان يحرّك شفتيه ، فقال لي ٱبن عباس : أنا أحركهما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرّكهما فقال سعيد : أنا أحركهما كما كان ٱبن عباس يحرّكهما ، فحرك شفتيه فأنزل الله عز وجل : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ } قال فاستمع له وأنصت . ثم إن علينا أن نقرأه قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل عليهما السلام ٱستمع ، وإذا ٱنطلق جبريل عليه السلام قرأه النبيّ صلى الله عليه وسلم كما أقرأه خرّجه البخاري أيضاً . ونظير هذه الآية قوله تعالى : { وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } [ طه : 114 ] وقد تقدّم . وقال عامر الشَّعْبي : إنما كان يعجل بذكره إذا نزل عليه من حُبّه له ، وحلاوته في لسانه ، فنُهي عن ذلك حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض . وقيل : " كان عليه السلام إذا نزل عليه الوحي حرّك لسانه مع الوحي مخافة أن ينساه ، فنزلت { وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } [ طه : 114 ] ونزل : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } [ الأعلى : 6 ] ونزل : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } " قاله ٱبن عباس . « وقرآنه » أي وقراءته عليك . والقراءة والقرآن في قول الفراء مصدران . وقال قتادة : « فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ » أي فٱتبع شرائعه وأحكامه . وقوله : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } أي تفسير ما فيه من الحدود والحلال والحرام قاله قتادة . وقيل : ثم إن علينا بيان ما فيه من الوعد والوعيد وتحقيقهما . وقيل : أي إن علينا أن نبيّنه بلسانك . قوله تعالى : { كَلاَّ } قال ٱبن عباس : أي إن أبا جهل لا يؤمن بتفسير القرآن وبيانه . وقيل : أي « كَلاَّ » لاَ يُصَلّون ولا يزكّون يريد كفّار مكة . { بَلْ تُحِبُّونَ } أي بل تحبون يا كفار أهل مكة { ٱلْعَاجِلَةَ } أي الدار الدنيا والحياة فيها { وَتَذَرُونَ } أي تَدَعون { ٱلآخِرَةَ } والعمل لها . وفي بعض التفسير قال : الآخرة الجنة . وقرأ أهل المدينة والكوفيون « بَلْ تُحِبُّونَ » « وتَذَرُونَ » بالتاء فيهما على الخطاب وٱختاره أبو عبيد قال : ولولا الكراهة لخلاف هؤلاء القراء لقرأتها بالياء لذكر الإنسان قبل ذلك . الباقون بالياء على الخبر ، وهو ٱختيار أبي حاتم ، فمن قرأ بالياء فردا على قوله تعالى : { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ } وهو بمعنى الناس . ومن قرأ بالتاء فعلى أنه واجههم بالتقريع لأن ذلك أبلغ في المقصود نظيره : { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } [ الإنسان : 27 ] .