Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 36-40)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ } أي يظن ٱبن آدم { أَن يُتْرَكَ سُدًى } أي أن يُخَلَّى مُهمَلاً ، فلا يُؤمَر ولا يُنهَى قاله ٱبن زيد ومجاهد ، ومنه إبل سُدًى : ترعى بلا راعٍ . وقيل : أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبداً لا يُبعَث . وقال الشاعر : @ فأُقسِمُ بالله جهدَ الَيَمِيــنِ ما تَرَك الله شيئاً سُدَى @@ قوله تعالى : { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ } أي من قطرة ماء تُمنَى في الرَّحِم ، أي تُراق فيه ولذلك سمّيت مِنًى لإراقة الدماء . وقد تقدّم . والنطفة : الماء القليل يقال : نَطَف الماء : إذا قطر . أي ألم يك ماءً قليلاً في صُلْب الرجل وترائب المرأة . وقرأ حفص « مِن مَنِيًّ يُمْنَى » بالياء ، وهي قراءة ٱبن محيصن ومجاهد ويعقوب وعَيَّاش عن أبي عمرو ، وٱختاره أبو عبيد لأجل المنيّ . الباقون بالتاء لأجل النطفة . وٱختاره أبو حاتم . { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً } أي دماً بعد النطفة ، أي قد رَتبه تعالى بهذا كله على خِسَّة قدره . ثم قال : { فَخَلَقَ } أي فقدّر { فَسَوَّىٰ } أي فسوّاه تسويةً ، وعدَّله تعديلاً ، يجعل الروح فيه { فَجَعَلَ مِنْهُ } أي من الإنسان . وقيل : من المنيّ . { ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } أي الرجل والمرأة . وقد ٱحتج بهذا من رأى إسقاط الخُنثى . وقد مضى في سورة « الشورى » أن هذه الآية وقرينتها إنما خرجتا مخرج الغالب . وقد مضى في أوّل سورة « النساء » أيضاً القول فيه ، وذكرنا في آية المواريث حكمه ، فلا معنى لإعادته { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ } أي أليس الذي قدَر على خلق هذه النَّسَمة من قطرة من ماء { بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ } أي على أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها للبعث بعد البِلَى . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا قرأها قال : " سبحانك اللّهم ، بَلَى " وقال ٱبن عباس : من قرأ { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } [ الأعلى : 1 ] إماماً كان أو غيره فليقل : « سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى » . ومن قرأ { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } إلى آخرها إماماً كان أو غيره فليقل : « سبحانك اللَّهُمَّ ، بَلَى » ذكره الثعلبيّ من حديث أبي إسحاق السَّبِيعيّ عن سعيد بن جبير عن ٱبن عباس . ختمت السورة والحمد لله .