Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 82, Ayat: 10-12)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } أي رُقباء من الملائكة { كِرَاماً } أي عليّ كقوله : { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } وهنا ثلاث مسائل : الأولى رُوِي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكرمُوا الكرامَ الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين : الخِرَاءة أو الجماع ، فإذا ٱغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائط أو بغيره ، أو ليستره أخوه " ورُوي عن عليّ رضي الله عنه قال : لا يزال المَلكَ مولياً عن العبد ما دام باديَ العورة . ورُوِي . " إن العبد إذا دخل الحمام بغير مئِزر لعنه ملكاه " . الثانية وٱختلف الناس في الكُفّار هل عليهم حفَظَة أم لا ؟ فقال بعضهم : لا لأن أمرهم ظاهر ، وعملهم واحد قال الله تعالى : { يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ } [ الرحمن : 41 ] . وقيل : بل عليهم حفظة لقوله تعالى : { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } . وقال : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } [ الحاقة : 25 ] وقال : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } [ الانشقاق : 10 ] ، فأخبر أن الكفار يكون لهم كُتّاب ، ويكون عليهم حفَظَة . فإن قيل : الذي على يمينه أيَّ شيء يكتب ولا حسنة له ؟ قيل له : الذي يكتب عن شماله يكون بإذن صاحبه ، ويكون شاهداً على ذلك وإن لم يكتب . والله أعلم . الثالثة سئل سفيان : كيف تعلم الملائكة أن العبدَ قد هم بحسنة أو سيئة ؟ قال : إذا هم العبد بحسنة وجدوا منه ريح المسك ، وإذا هم بسيئة وجدوا منه ريح النَّتْن . وقد مضى في « ق » عند قوله : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ ق : 18 ] زيادة بيان لمعنى هذه الآية . وقد كره العلماء الكلام عند الغائط والجماع ، لمفارقة الملك العبد عند ذلك . وقد مضى في آخر « آلِ عِمران » القول في هذا . وعن الحسن : يعلمون لا يخفى عليهم شيء من أعمالكم . وقيل : يعلمون ما ظهر منكم دون ما حدّثتم به أنفسكم . والله أعلم .