Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 17-17)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ } أي أخرهم ، ولا تسأل الله تعجيل إهلاكهم ، وارضَ بما يدبره في أمورهم . ثم نسخت بآية السيف { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [ التوبة : 5 ] . { أَمْهِلْهُمْ } تأكيد . ومَهْل وأمهِل : بمعنى مثل نَزِّل وأَنْزِل . وأمهله : أنظره ، ومهله تمهيلاً ، والاسم : المُهْلَة . والاستمهال : الاستنظار . وتَمهَّل في أمره أي اتّأد . واتْمَهَلْ اتْمِهْلالا : أي اعتدل وانتصب . والاتْمِهلال أيضاً : سكون وفتور . ويقال : مهلاً يا فلان أي رِفقاً وسكوناً . { رُوَيْداً } أي قريباً عن ابن عباس . قتادة : قليلاً . والتقدير : أمهلهم إمهالاً قليلاً . والرُّوَيْد في كلام العرب : تصغير رُوْد . وكذا قاله أبو عبيد . وأنشد : @ كـأنَّـهَـا ثَـمِـلٌ يـمشِـي علـى رُودِ @@ أي على مَهَل . وتفسير « رُوَيداً » : مَهْلاً ، وتفسير رُوَيْدَك : أمهِل لأن الكاف إنما تَدْخله إذا كان بمعنى أفعِل دون غيره ، وإنما حرّكت الدال لالتقاء الساكنين ، فنُصِب نصب المصادر ، وهو مصغر مأمور به لأنه تصغير الترخيم من إرواد وهو مصدر أَرْوَد يُرْوِد . وله أربعة أوجه : اسمٌ للفعل ، وصفة ، وحال ، ومصدر فالاسم نحو قولك : رُوَيْدَ عَمْراً أي أروِد عمرا ، بمعنى أمهِله . والصفة نحو قولك : ساروا سيراً رُوَيْدًا . والحال نحو قولك : سار القوم رُوَيْداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها . والمصدر نحو قولك : رُوَيْدَ عَمرٍو بالإضافة كقوله تعالى : { فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ } [ محمد : 4 ] . قال جميعه الجوهريّ : والذي في الآية من هذه الوجوه أن يكون نعتاً للمصدر أي إمهالاً رُوَيداً . ويجوز أن يكون للحال أي أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب . ختمت السورة .