Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يُستحب للقارىء إذا قرأ { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } أن يقول عَقِبه : سبحانَ ربيَ الأعلى قاله النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقاله جماعة من الصحابة والتابعين على ما يأتي . وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه قال : إن لله تعالى مَلَكاً يقال له حِزْقيائيل ، له ثمانية عَشَر ألفَ جَناح ، ما بين الجناح إلى الجناح مسيرة خمسمائة عام ، فخطر له خاطر : هل تقدر أن تبصر العرش جميعه ؟ فزاده الله أجنحة مثلها ، فكان له ستة وثلاثون ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام . ثم أوحى الله إليه : أيها المَلَك ، أَنْ طِرْ ، فطار مقدار عشرين ألف سنة فلم يبلغ رأس قائمة من قوائم العرش . ثم ضاعف الله له في الأجنحة والقوّة ، وأمره أن يطير ، فطار مقدار ثلاثين ألف سنة أخرى ، فلم يصل أيضاً فأوحى الله إليه : أيها المَلَك ، لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوّتك لم تبلغ ساق عرشي . فقال المَلَك : سبحان ربِّيَ الأعلى فأنزل الله تعالى : { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سُجودكم " ذكره الثعلبيّ في كتاب العرائس له . وقال ابن عباس والسُّديّ : معنى { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } أي عظم ربك الأعلى . والاسم صِلة ، قصِد بها تعظيم المسمَّى كما قال لَبِيد : @ إلى الحولِ ثم اسمُ السلامِ عليكما @@ وقيل : نزه ربك عن السوء ، وعما يقول فيه الملحدون . وذكر الطبريّ أن المعنى نزِّه اسم ربك عن أن تسمي به أحداً سواه . وقيل : نزه تسمية ربك وذكرك إياه ، أن تذكره إلا وأنت خاشع معظم ، ولذكره محترم . وجعلوا الاسم بمعنى التسمية ، والأولى أن يكون الاسم هو المسَمّى . روى نافع عن ابن عمر قال : لا تقل على اسم الله فإن اسم الله هو الأعلى . وروى أبو صالح عن ابن عباس : صَلِّ بأمر ربك الأعلى . قال : وهو أن تقول سبحان ربك الأعلى . وروِي عن عليّ رضي الله عنه ، وابنِ عباس وابنِ عمر وابنِ الزبير وأبي موسى وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم : أنهم كانوا إذا افتتحوا قراءة هذه السورة قالوا : سبحان ربِّيَ الأعلى امتثالاً لأمره في ابتدائها . فيُختار الاقتداء بهم في قراءتهم لا أن سبحان ربي الأعلى من القرآن كما قاله بعض أهل الزيغ . وقيل : إنها في قراءة أُبيّ : « سبحان ربي الأعلى » . وكان ابن عمر يقرؤها كذلك . وفي الحديث : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأها قال : " سبحان ربِّيَ الأعلى " قال أبو بكر الأنباريّ : حدّثني محمد بن شَهْرِيار ، قال : حدّثنا حسين بن الأسود ، قال : حدّثنا عبد الرحمن ابن أبي حَمَّاد قال : حدّثنا عيسى بن عمر ، عن أبيه ، قال : قرأ عليُّ بن أبي طالب عليه السلام في الصلاة « سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى » ثم قال : سبحان رَبّي الأعلى فلما انقضت الصلاة قيل له : يا أمير المؤمنين ، أتزيد هذا في القرآن ؟ قال : ما هو ؟ قالوا : سبحان ربي الأعلى . قال : لا ، إنما أُمِرنا بشيء فقلته ، وعن عقبة بن عامر الجُهَنِيّ قال : " لما نزلت { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اجعلوها في سجودكم » " وهذا كله يدل على أن الاسم هو المسمى لأنهم لم يقولوا : سبحان اسم ربي الأعلى . وقيل : إن أوّل من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل عليه السلام . وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لجبريل : " يا جبريل أخبرني بثواب من قال : سبحان ربي الأعلى في صلاته أو في غير صلاته » . فقال : « يا محمد ، ما من مؤمن ولا مؤمنة يقولها في سجوده أو في غير سجوده ، إلا كانت له في ميزانه أثقل من العرش والكرسيّ وجبال الدنيا ، ويقول الله تعالى : صدق عبدي ، أنا فوق كل شيء ، وليس فوقي شيء ، اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له ، وأدخلته الجنة . فإذا مات زاره مِيكائيل كل يوم ، فإذا كان يوم القيامة حمله على جناحه ، فأوقفه بين يدي الله تعالى ، فيقول : يا رب شَفعني فيه ، فيقول قد شفعتك فيه ، فاذهب به إلى الجنة " وقال الحسن : { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } أي صل لربك الأعلى . وقيل : أي صل بأسماء الله ، لا كما يصلي المشركون بالمُكَاءِ والتصدِية . وقيل : ارفع صوتك بذكر ربك . قال جرير :