Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 18-20)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ } أي رُفعت عن الأرض بلا عَمَد . وقيل : رفعت ، فلا ينالها شيء . { وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } أي كيف نُصبت على الأرض ، بحيث لا تزول وذلك أن الأرض لما دُحِيت مادت ، فأرساهَا بالجبال . كما قال : { وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ } [ الأنبياء : 31 ] . { وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } أي بُسطت ومدّت . وقال أنس : صليت خلف عليّ رضي الله عنه ، فقرأ « كَيفَ خَلَقْتُ » و « رَفَعْتُ » و « نَصَبْتُ » و « سَطَحْتُ » ، بضم التاءات أضاف الضمير إلى الله تعالى . وبه كان يقرأ محمد بن السَّميْقَع وأبو العالية والمفعول محذوف ، والمعنى خلقتها . وكذلك سائرها . وقرأ الحسن وأبو حَيْوة وأبو رجاء : « سُطِّحَتْ » بتشديد الطاء وإسكان التاء . وكذلك قرأ الجماعة ، إلا أنهم خففوا الطاء . وقدّم الإبل في الذكر ، ولو قدّم غيرها لجاز . قال القشيريّ : وليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة . وقد قيل : هو أقرب إلى الناس في حق العرب ، لكثرتها عندهم ، وهم من أعرف الناس بها . وأيضاً : مَرافق الإبل أكثر من مرافق الحيوانات الأُخَر فهي مأكولة ، ولبنها مشروب ، وتصلح للحمل والركوب ، وقطع المسافات البعيدة عليها ، والصبر على العطش ، وقلة العَلَف ، وكثرة الحَمْل ، وهي مُعْظم أموال العرب . وكانوا يسيرون على الإبل منفردين مستوحشين عن الناس ، ومَنْ هذا حاله تفكر فيما يحضره ، فقد ينظر في مركوبه ، ثم يمد بصره إلى السماء ، ثم إلى الأرض . فأُمِروا بالنظر في هذه الأشياء ، فإنها أدل دليل على الصانع المختار القادر .