Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 21-26)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَذَكِّرْ } أي فعِظهم يا محمد وخوّفهم . { إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } أي واعظ . { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } أي بمسَلَّط عليهم فتقتلَهم . ثم نسختها آية السيف . وقرأ هارون الأعور « بِمُسَيْطَرٍ » بفتح الطاء ، و « الْمُسيْطَرُون » . وهي لغة تميم . وفي الصحاح : « المسيطِر والمصيطِر : المسلّط على الشيء ، ليشرِف عليه ، ويتعهد أحواله ، ويكتب عمله ، وأصله من السطر ، لأن من معنى السطر ألا يتجاوز ، فالكتاب مسطر ، والذي يفعله مسطر ومسيطِر يقال : سيطرت علينا ، وقال تعالى : { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } . وسَطَرَه أي صَرَعَه » . { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } استثناء منقطع ، أي لكن من تولى عن الوعظ والتذكير . { فَيْعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ } وهي جهنم الدائم عذابها . وإنما قال « الأكبر » لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقَحْط والأسر والقتل . ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود : « إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَر . فإنه يعذبه الله » . وقيل : هو استثناء متصل . والمعنى : لست بمسلّط إلا على من تولى وكفر ، فأنت مُسَلَّط عليه بالجهاد ، والله يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر ، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير . ورُوِي أن علياً أتِي برجل ارتد ، فاستتابه ثلاثة أيام ، فلم يعاود الإسلام ، فضرب عنقه ، وقرأ { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } . وقرأ ابن عباس وقتادة « أَلاَ » على الاستفتاح والتنبيه ، كقول امرىء القيس : @ أَلاَ رُبَّ يومٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ @@ و « مَنْ » على هذا : للشرط . والجواب { فَيْعَذِّبُهُ ٱللَّهُ } والمبتدأ بعد الفاء مضمر ، والتقدير : فهو يعذبه الله ، لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان : إلا من تولى وكفر يعذبه الله . { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } أي رُجوعهم بعد الموت . يقال : آب يؤوب أي رجع . قال عَبيد : @ وكُلّ ذي غَيْبَةٍ يؤوب وغائب الموتِ لا يؤوب @@ وقرأ أبو جعفر « إِيَّابَهُمْ » بالتشديد . قال أبو حاتم : لا يجوز التشديد ، ولو جاز لجاز مثله في الصيام والقيام . وقيل : هما لغتان بمعنى . الزمخشري : وقرأ أبو جعفر المدنيّ « إِيابهم » بالتشديد ووجهه أن يكون فِيْعالا : مصدر أيب ، قيل من الإياب . أو أن يكون أصله إوّاباً فِعّالا من أوّب ، ثم قيل : إيواباً كدِيوان في دِوّان . ثم فعل ما فعل بأصل سيد ونحوه .