Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 25-26)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } أي لا يعذِّب كعذاب الله أَحَد ، ولا يُوثِق كوثاقه أحد . والكناية ترجع إلى الله تعالى . وهو قول ابن عباس والحسن . وقرأ الكسائي « لا يُعَذَّب » « ولا يُوثَق » بفتح الذال والثاء أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله الكافر يَوْمَئذ ، ولا يوثَق كما يوثَق الكافر . والمراد إبليس لأن الدليل قام على أنه أشدّ الناس عذاباً ، لأجل إجرامه فأطلق الكلام لأجل ما صحبه من التفسير . وقيل : إنه أمية بن خلف حكاه الفرّاء . يعني أنه لا يعذَّب كعذاب هذا الكافر المعيَّن أحد ، ولا يوثَق بالسلاسل والأغلال كوَثاقه أحد لتناهيه في كفره وعناده . وقيل : أي لا يعذَّب مكانه أحد ، فلا يؤخذ منه فداء . والعذاب بمعنى التعذيب ، والوثاق بمعنى الإيثاق . ومنه قول الشاعر : @ وبَعْدَ عَطائِكَ المِائَةً الرِّتاعا @@ وقيل : لا يعذب أحد ليس بكافر عذاب الكافر . واختار أبو عبيد وأبو حاتم فتح الذال والثاء . وتكون الهاء ضمير الكافر لأن ذلك معروف : أنه لا يعذب أحد كعذاب الله . وقد روى أبو قِلابة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بفتح الذال والثاء . وروى أن أبا عمرو رجع إلى قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم . وقال أبو عليّ : يجوز أن يكون الضمير للكافر على قراءة الجماعة أي لا يعذِّب أحدٌ أحداً مثل تعذيب هذا الكافر فتكون الهاء للكافر . والمراد بـ « ـأحد » الملائكة الذين يتولون تعذيب أهل النار .