Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 3-3)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الشفع : الاثنان ، والوتر : الفرد . واختلف في ذلك فرُوِي مرفوعاً عن عِمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الشفع والوتر : الصلاة ، منها شَفْع ، ومنها وَتْر " وقال جابر بن عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " « والفجرِ وليالٍ عشرٍ » قال : هو الصبح ، وعشر النحر ، والوتر يوم عرفة ، والشفع : يوم النحر " وهو قول ابن عباس وعكرمة . واختاره النحاس ، وقال : حديث أبي الزبير عن جابر هو الذي صح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهو أصح إسناداً من حديث عِمران بن حُصين . فيوم عرفة وتر ، لأنه تاسعها ، ويوم النحر شفع لأنه عاشرها . وعن أبي أيوب قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } فقال : " الشفع : يوم عرفة ويوم النحر ، والوتر ليلة يوم النحر " وقال مجاهد وابن عباس أيضاً : الشفع خَلْقه ، قال الله تعالى : { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } [ النبأ : 8 ] والوَتْر هو الله عز وجل . فقيل لمجاهد : أترويه عن أحد ؟ قال : نعم ، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ونَحوَه قال محمد بن سيرين ومسروق وأبو صالح وقتادة ، قالوا : الشفع : الخلق ، قال الله تعالى : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] : الكفر والإيمان ، والشقاوة والسعادة ، والهدى والضلال ، والنور والظلمة ، والليل والنهار ، والحر والبرد ، والشمس والقمر ، والصيف والشتاء ، والسماء والأرض ، والجنّ والإنس . والوتر : هو الله عز وجل ، قال جل ثناؤه : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ * ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } [ الإخلاص : 1 2 ] . وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعةً وتسعين اسما ، والله وِتر يحب الوِتر " وعن ابن عباس أيضاً : الشفع : صلاة الصبح » والوتر : صلاة المغرب . وقال الربيع بن أنس وأبو العالية : هي صلاة المغرب ، الشفع فيها ركعتان ، والوتر الثالثة . وقال ابن الزُّبير : الشفع : يوما مِنًى : الحادي عشر ، والثاني عشر . والثالث عشر الوتر قال الله تعالى : { فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } [ البقرة : 203 ] . وقال الضحاك : الشفع : عشر ذي الحجة ، والوتر : أيام مِنًى الثلاثة . وهو قول عطاء . وقيل : إن الشفع والوتر : آدم وحوّاء لأن آدم كان فرداً فشُفِع بزوجته حوّاء ، فصار شفعاً بعد وتر . رواه ابن أبي نَجِيح ، وحكاه القشيريّ عن ابن عباس . وفي رواية : الشفع : آدم وحوّاء ، والوتر هو الله تعالى . وقيل : الشفع والوتر : الخلق لأنهم شفع ووتر ، فكأنه أقسم بالخلق . وقد يقسم الله تعالى بأسمائه وصفاته لعلمه ، ويقسم بأفعاله لقدرته كما قال تعالى : { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [ الليل : 3 ] . ويقسم بمفعولاته ، لعجائب صنعه كما قال : { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } [ الشمس : 1 ] ، { وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا } [ الشمس : 5 ] ، { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } [ الطارق : 1 ] . وقيل : الشفع : دَرَجات الجنة ، وهي ثمان . والوتر ، دَرَكات النار لأنها سبعة . وهذا قول الحسين بن الفضل كأنه أقسم بالجنة والنار . وقيل : الشفع : الصفا والمروة ، والوتر : الكَعْبة . وقال مقاتل ابن حَيّان : الشفع : الأيام والليالي ، والوتر : اليوم الذي لا ليلة بعده ، وهو يوم القيامة . وقال سفيان بن عُيينة : الوتر : هو الله ، وهو الشفع أيضاً لقوله تعالى : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } [ المجادلة : 7 ] . وقال أبو بكر الورّاق : الشفع : تضادّ أوصاف المخلوقين : العز والذل ، والقدرة والعجز ، والقوّة والضعف ، والعلم والجهل ، والحياة والموت ، والبصر والعَمَى ، والسمع والصَّمَم ، والكلام والخَرَس . والوتر : انفراد صفات الله تعالى : عِز بلا ذل ، وقدرة بلا عجز ، وقوّة بلا ضعف ، وعلم بلا جهل ، وحياة بلا موت ، وبصر بلا عَمًى ، وكلام بلا خَرَس ، وسمع بلا صَمَم ، وما وازاها . وقال الحسن : المراد بالشفع والوتر : العدد كله لأن العدد لا يخلو عنهما ، وهو إقسام بالحساب . وقيل : الشفع : مسجد مكة والمدينة ، وهما الحرمان . والوتر : مسجد بيت المقدس . وقيل : الشفع : القِرن بين الحج والعمرة ، أو التمتع بالعمرة إلى الحج . والوتر : الإفراد فيه . وقيل : الشفع : الحيوان لأنه ذكر وأنثى . والوتر : الجماد . وقيل : الشفع : ما يَنْمِي ، والوتر : ما لا يَنْمِي . وقيل غير هذا . وقرأ ابن مسعود وأصحابه والكسائيّ وحمزة وخلف « والوِترِ » بكسر الواو . والباقون بفتح الواو ، وهما لغتان بمعنى واحد . وفي الصحاح : الوِتر بالكسر : الفرد ، والوَتْر بفتح الواو : الذحل . هذه لغة أهل العالية . فأمّا لغة أهل الحجاز فبالضدّ منهم . فأما تميم فبالكسر فيهما .