Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 49-50)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالىٰ : { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي } من أذِن يأذَن . وإذا أمرت زدت همزة مكسورة وبعدها همزة هي فاء الفعل ، ولا يجتمع همزتان فأبدلت من الثانية ياء لكسرة ما قبلها فقلت إيذن . فإذا وصلت زالت العلة في الجمع بين همزتين ، ثم همزت فقلت : « ومنهم من يقول ائذن لي » . وروى وَرْشٌ عن نافع « وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ اوذَنْ لِي » خفف الهمزة . قال النحاس : يقال إيذن لفلان ثم إيذن له ، هجاء الأولىٰ والثانية واحد بألف وياء قبل الذال في الخط . فإن قلت : إيذن لفلان وأذنْ لغيره كان الثاني بغير ياء وكذا الفاء . والفرق بين ثُمّ والواو أن ثم يوقف عليها وتنفصل ، والواو والفاء لا يوقف عليهما ولا ينفصلان . قال محمد بن إسحاق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجدّ بن قيس أخي بني سلمة لما أراد الخروج إلى تبوك : " « يا جدّ ، هل لك في جِلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووُصَفاء » فقال الجدّ : قد عرف قومي أني مغرم بالنساء ، وإني أخشىٰ إن رأيت بني الأصفر ألا أصبر عنهن ، فلا تَفْتِنّي وأذن لي في القعود وأعينك بمالي فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : « قد أذنت لك » " فنزلت هذه الآية . أي لا تفتنّي بصباحة وجوههم ، ولم يكن به علة إلا النفاق . قال المهدويّ : والأصفر رجل من الحبشة كانت له بنات لم يكن في وقتهن أجمل منهن ، وكان ببلاد الروم . وقيل : سُمُّوا بذلك لأن الحبشة غلبت على الروم ، وولدت لهم بنات فأخذن من بياض الروم وسواد الحبشة ، فكنّ صُفراً لُعْساً . قال ابن عطية : في قول ابن إسحاق فتور . وأسند الطبريّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اغزوا تغنموا بنات الأصفر " فقال له الجد : إيذن لنا ولا تفتنّا بالنساء . وهذا منزع غير الأوّل ، وهو أشبه بالنفاق والمُحادّة . ولما نزلت قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لبني سلمة وكان الجدّ بن قيس منهم : " « من سيدكم يا بني سلمة » ؟ قالوا : جدّ بن قيس ، غير أنه بخيل جبان . فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « وأيّ داء أدوىٰ من البخل بل سيدكم الفتىٰ الأبيض بشر بن البراء بن مَعْرُور » " فقال حسان بن ثابت الأنصاريّ فيه : @ وسُوّد بشر بن البراء لجوده وحقّ لبشر بن البرا أن يُسَوَّدَا إذا ما أتاه الوفد أذهب ماله وقال خذوه إنني عائد غداً @@ { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } أي في الإثم والمعصية وقعوا . وهي النفاق والتخلف عن النبيّ صلى الله عليه وسلم . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } أي مسيرهم إلى النار . فهي تحدق بهم . قوله تعالىٰ : { وَإِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } شرط ومجازاة وكذا { وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ } عطف عليه . والحسنة : الغنيمة والظفر . والمصيبة الانهزام . ومعنىٰ قولهم : « أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ » أي احتطنا لأنفسنا ، وأخذنا بالحزم فلم نخرج إلى القتال . « وَيَتَولَّوْا » أي عن الإيمان . { وَّهُمْ فَرِحُونَ } أي معجبون بذلك .