Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 14-16)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } أي مجَاعة . والسَّغَب : الجوع . والساغب : الجائع وقرأ الحسن « أو إِطعامٌ فِي يومٍ ذا مَسْغَبةٍ » بالألف في « ذا » وأنشد أبو عبيدة : @ فلَوْ كنتُ جاراً يابن قَيْسٍ بن عاصمٍ لَمَا بِتَّ شَبْعاناً وجارُك ساغِبا @@ وإطعام الطعام فضيلة ، وهو مع السَّغَب الذي هو الجوع أفضل . وقال النَّخَعِيّ في قوله تعالى : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } قال : في يوم عزيز فيه الطعام . ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من موجِباتِ الرحمةِ إطعامُ المُسْلِم السَّغْبانَ " { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } أي قرابة . يقال : فلان ذو قرابتي وذو مَقْرَبتي . يعلمك أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة ، كما أن الصدقة على اليتيم الذي لا كافل له أفضل من الصدقة على اليتيم الذي يجد من يَكْفله . وأهل اللغة يقولون : سُمِّي يتيماً لضعفه . يقال : يَتُمَ الرجل يُتْماً : إذا ضعف . وذكروا أن اليَتيم في الناس من قِبل الأب ، وفي البهائم من قِبل الأمهات . وقد مضى في سورة « البقرة » مُسْتوفًى ، وقال بعض أهل اللغة : اليتيم الذي يموت أبواه . وقال قيس بن الملَّوح : @ إلَى الله أشكو فقد لَيْلَى كما شَكا إلَى الله فقد الوالِدَيْن يَتِيمُ @@ قوله تعالى : { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } أي لا شيء له ، حتى كأنه قد لصِق بالتّراب من الفقر ، ليس له مَأْوًى إلا التراب . قال ابن عباس : هو المطروح على الطريق ، الذي لا بيت له . مجاهد : هو الذي لا يقيه من التراب لِباس ولا غيره . وقال قتادة : إنه ذو العيال . عكرمة : المديون . أبو سنان : ذُو الزَّمانَةِ . ابن جبير : الذي ليس له أحد . وروى عكرمة عن ابن عباس : ذو المَتْرَبَة البعيد التربة يعني الغريب البعيد عن وطنه . وقال أبو حامد الخارَزَنْجِيّ : المَتْربة هنا : من التَّرِيب وهي شدة الحال . يقال ترِب : إذا افتقر . قال الهُذَلِيّ : @ وكُنَّا إذا ما الضيفُ حَلَّ بأرْضِنا سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبة الحالِ @@ وقرأ ابن كثِير وأبو عمرو والكسائيّ : « فَكَّ » بفتح الكاف ، على الفعل الماضي . « رقبةً » نصباً لكونها مفعولاً « أو أَطْعَمَ » بفتح الهمزة ونصب الميم ، من غير ألف ، على الفعل الماضي أيضاً لقوله : { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فهذا أشكل بـ « ـفكَّ وأَطعمَ » . وقرأ الباقون : « فَكُّ » رفعاً ، على أنه مصدر فككت . « رقبةٍ » خفض بالإضافة . « أو إِطعامٌ » بكسر الهمزة وألف ورفع الميم وتنوينها على المصدر أيضاً . واختاره أبو عُبيد وأبو حاتم لأنه تفسير لقوله تعالى : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } ؟ ثم أخبره فقال : { فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ } . المعنى : اقتحام العقبة : فكّ رقبة أو إطعام . ومن قرأ بالنصب فهو محمول على المعنى أي ولا فَكَّ رقبةً ، ولا أطعمَ في يومٍ ذا مَسْغبة فكيف يجاوز العَقَبة . وقرأ الحسن وأبو رَجاء : « ذا مسغبة » بالنصب على أنه مفعول « إطعام » أي يطعمون ذا مَسْغَبة و « يَتيماً » بدل منه . الباقون « ذِي مَسْغَبة » فهو صفة لـ « ـيوم » . ويجوز أن يكون قراءة النصب صفة لموضع الجار والمجرور لأن قوله : « في يوم » ظرف منصوب الموضع ، فيكون وصفاً له على المعنى دون اللفظ .