Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يجوز أن تكون « لا » زائدة كما تقدّم في { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } [ القيامة : 1 ] قاله الأخفش . أي أقسم لأنه قال : { بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } وقد أقسم به في قوله : { وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ } [ التين : 3 ] فكيف يَجْحَد القسم به وقد أقسم به . قال الشاعر : @ تَذَكَّرتُ ليلى فاعترتني صَبابة وكاد صمِيم القلبِ لا يتَقطَّع @@ أي يتقطع ، ودخل حرف « لا » صلة ومنه قوله تعالى : { مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ } [ الأعراف : 12 ] بدليل قوله تعالى في ص : { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ } [ صۤ : 75 ] . وقرأ الحسن والأعمش وابن كثِير « لأُقْسِم » من غير ألف بعد اللام إثباتاً . وأجاز الأخفش أيضاً أن تكون بمعنى « أَلاَ » . وقيل : ليست بنفي القسم ، وإنما هو كقول العرب : لا والله لا فعلت كذا ، ولا والله ما كان كذا ، ولا والله لأَفْعَلَنّ كذا . وقيل : هي نفي صحيح والمعنى : لا أقسم بهذا البلد إذا لم تكن فيه ، بعد خروجك منه . حكاه مكيّ . ورواه ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : « لا » ردٌّ عليهم . وهذا اختيار ابن العربيّ لأنه قال : « وأما من قال إنها ردّ ، فهو قول ليس له ردّ لأنه يصح به المعنى ، ويتمكن اللفظ والمراد » . فهو ردّ لكلام من أنكر البعث ثم ابتدأ القسم . وقال القشيرِيّ : قوله « لا » : ردّ لما توهم الإنسان المذكور في هذه السورة ، المغرور بالدنيا . أي ليس الأمر كما يحسبه ، من أنه لن يقدر عليه أحد ، ثم ابتدأ القسم . و « البلد » : هي مكة ، أجمعوا عليه . أي أُقسِم بالبلد الحرام الذي أنت فيه ، لكرامتك عليّ وحبي لك . وقال الواسطيّ أي نحلف لك بهذا البلد الذي شرفته بمكانك فيه حياً ، وبركتك ميتاً يعني المدينة . والأوّل أصح لأن السورة نزلت بمكة باتفاق .