Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني في المستقبل مثل قوله تعالى : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ } [ الزمر : 30 ] . ومثله واسع في كلام العرب . تقول لمن تَعِدُه الإكرامَ والحِباء : أنت مُكرمٌ مَحْبُو . وهو في كلام الله واسع ، لأن الأحوال المستقبلة عنده كالحاضرة المشاهدة وكفاك دليلاً قاطعا على أنَّه للاستقبال ، وأن تفسيره بالحال محال : أن السورة باتفاق مكية قبلَ الفتح . فروى منصور عن مجاهد : « وأَنتَ حِلٌّ » قال : ما صنعت فيه من شيء فأنت في حِلّ . وكذا قال ابن عباس : أُحِلّ له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ، فقتل ابن خَطَل ومِقْيس بن صُبَابة وغيرهما . ولم يَحِلَّ لأحد من الناس أن يقتل بها أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وروى السُّدّي قال : أنت في حِلٍّ ممن قاتلك أن تقتله . وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : أُحِلِّت له ساعة من نهار ، ثم أُطبِقت وحرّمت إلى يوم القيامة ، وذلك يوم فتح مكة . وثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله حرم مكة يوم خَلَق السمواتِ والأرضَ ، فهي حَرام إلى أن تقوم الساعة ، فلم تَحِلّ لأحد قبلي ، ولا تَحِلّ لأحد بعدي ، ولم تحِلَّ لي إلاّ ساعةً من نهار " الحديث . وقد تقدم في سورة « المائدة » . ابن زيد : لم يكن بها أحد حَلالاً غيرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم . وقيل : وأنت مُقِيم فيه وهو محلك . وقيل : وأنت فيه محْسن ، وأنا عنك فيه راضٍ . وذكر أهل اللغة أنه يقال : رجل حِلٌّ وحَلال ومُحِلّ ، ورجل حَرامٌ ومُحِل ، ورجل حَرَام ومُحْرِم . وقال قتادة : أنت حِلٌّ به : لست بآثم . وقيل : هو ثناء على النبيّ صلى الله عليه وسلم أي إنك غير مرتكب في هذا البلد ما يَحرُم عليك ارتكابه ، معرفة منك بحق هذا البيت لا كالمشركين الذين يرتكبون الكفر بالله فيه . أي أقسِم بهذا البيت المعظم الذي قد عَرفتَ حرمته ، فأنت مقيم فيه معظم له ، غير مرتكب فيه ما يحرُم عليك . وقال شُرَحْبِيل بن سعد : « وأنت حِل بِهذا البلد » أي حلال أي هم يحرّمُون مكة أن يقتلوا بها صيداً أو يَعضِدوا بها شجرة ، ثم هم مع هذا يستحلون إخراجك وقتلك .