Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه مسألتان : الأولى : قوله تعالى : { فَإِذَا فَرَغْتَ } قال ابن عباس وقتادة : فإذا فرغت من صلاتك { فَٱنصَبْ } أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك . وقال ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصَبْ في قيام الليل . وقال الكلبيّ : إذا فرغت من تبليغ الرسالة « فانصَب » أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات . وقال الحسن وقتادة أيضاً : إذا فرغت من جهاد عدوك ، فانصب لعبادة ربك . وعن مجاهد : « فإذا فرغت » من دنياك ، « فانصب » في صلاتك . ونحوه عن الحسن . وقال الجنيد : إذا فرغت من أمر الخلق ، فاجتهد في عبادة الحق . قال ابن العربي : « ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية « فانْصِب » بكسر الصاد ، والهمْزُ من أوله ، وقالوا : معناه : انصِب الإمام الذي تستخلفه . وهذا باطل في القراءة ، باطل في المعنى لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحداً . وقرأها بعض : الجهال « فانْصَبَّ » بتشديد الباء ، معناه : إذا فرغت من الجهاد ، فجِدَّ في الرجوع إلى بلدك . وهذا باطل أيضاً قراءة ، لمخالفة الإجماع ، لكن معناه صحيح لقوله صلى الله عليه وسلم : " السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدَكم نومَه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نَهْمَته ، فليعجل الرجوع إلى أهله " وأشدّ الناس عذاباً وأسوأهم مباء ومآبا ، من أخذ معنى صحيحاً ، فركب عليه مِن قِبل نفسه قراءة أو حديثاً ، فيكون كاذباً على الله ، كاذباً على رسوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا » . قال المهدوِيّ : وروي عن أبي جعفر المنصور : أنه قرأ : { ألم نشرحَ لك صدرك } [ الشرح : 1 ] بفتح الحاء وهو بعيد ، وقد يؤوّل على تقدير النون الخفيفة ، ثم أبدلت النون ألفاً في الوقف ، ثم حُمِل الوصل على الوقف ، ثم حذف الألف . وأنشد عليه : @ إضْربَ عنك الهمومَ طارِقَها ضربك بالسوط قَوْنَس الفَرسِ @@ أراد : اضرِبْن . ورُوي عن أبي السَّمال « فإذا فرِغت » بكسر الراء ، وهي لغة فيه . وقرىء « فرغِّب » أي فرغب الناس إلى ما عنده . الثانية : قال ابن العربيّ : " روي عن شُريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عِيد ، فقال ما بهذا أمر الشارع . وفيه نظر ، فإن الحَبَش كانوا يلعبون بالدّرق والحراب في المسجد يوم العيد ، والنبيّ صلى الله عليه وسلم ينظر . ودخل أبو بكر في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيانِ فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : « دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد " وليس يلزم الدُّؤوب على العمل ، بل هو مكروه للخلق .