Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 17-18)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } أي أهل مجلسه وعشيرته ، فليستنصر بهم . { سَنَدْعُو ٱلزَّبَانِيَةَ } أي الملائكة الغِلاظ الشداد عن ابن عباس وغيره واحدهم زِبْنِيّ قاله الكسائي . وقال الأخفش : زابن . أبو عبيدة : زِبْنِية . وقيل : زَبَانِيّ . وقيل : هو اسم للجمع كالأبابيل والعباديد . وقال قتادة : هم الشُّرَط في كلام العرب . وهو مأخوذ من الزَّبْن وهو الدفع ومنه المُزابنة في البيع . وقيل : إنما سموا الزبانية لأنهم يعملون بأرجلهم ، كما يعملون بأيديهم حكاه أبو الليث السَّمَرْقندِيّ رحمه الله قال : ورُوِي في الخبر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه السورة ، وبلغ إلى قوله تعالى : { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربّك . فقال الله تعالى : { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُو ٱلزَّبَانِيَةَ } . فلما سمع ذِكر الزبانية رجع فزِعاً فقيل له : خَشِيت منه ! قال لا ! ولكن رأيت عنده فارساً يُهدّدني بالزَّبانية ، فما أدري ما الزبانية ، ومال إليّ الفارس ، فخشِيت منه أن يأكلني . وفي الأخبار أن الزبانية رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض ، فهم يدفعون الكفار في جهنم . وقيل : إنهم أعظم الملائكة خَلْقاً ، وأشدّهم بطشاً . والعرب تطلِق هذا الاسم على من اشتدّ بطشه . قال الشاعر : @ مَطاعيمُ في القُصْوَى مطاعينَ في الوَغَى زَبانيةٌ غُلْب عِطامٌ حلُومُها @@ وعن عكرمة عن ابن عباس : { سَنَدْعُو ٱلزَّبَانِيَةَ } قال : " قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأنّ على عنقه . فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « لو فعل لأخذته الملائكة عِياناً » " قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب . وروَى عِكرمة عن ابن عباس قال : مر أبو جهل على النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي عند المقام ، فقال : ألم أنهك عن هذا يا محمد ! فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو جهل : بأيّ شيء تهدّدني يا محمد ! والله إني لأكثر أهل الوادي هذا نادياً فأنزل الله عز وجل : { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُو ٱلزَّبَانِيَةَ } . قال ابن عباس : والله لو دعا نادِيَه لأخذته زبانية العذاب من ساعته . أخرجه الترمذي بمعناه ، وقال : حسن غريب صحيح . والنادي في كلام العرب : المجلس الذي ينتدِي فيه القوم أي يجتمعون ، والمراد أهل النادي كما قال جرِير : @ لهم مَجلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أذِلةٌ @@ وقال زهير : @ وفيهمْ مَقاماتٌ حِسان وُجُوههم @@ وقال آخر : @ واسْتبَّ بعدَك يا كُلَيبُ المجلِسُ @@ وقد ناديت الرجل أنادِيه إذا جالسته . قال زهير :