Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 13-13)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ } كقوم نوح وعاد وثمود . والقرن هنا أَهل كل زمان مأْخوذ من الاقتران ، فكل أَهل زمان مقترنون فى أَعمالهم وأَحوالهم { لَمَّا ظَلَمُوا } أَنفسهم بالإِشراك والفجور ، وأَصروا إِلى أَجلهم فلم يبق وجه لتأْخيرهم . ولما ظرف متعلق بأَهلكنا خارج عن الصدر استغنى بما قبله عما يكون جواباً له لو قدم ، أَو حرف استغنى كذلك كما يستغنى عن جواب إِن بما تقدمها ، والظرف المضاف للحدث مشعر بأَن ذلك الحدث علة لمتعلقه كتعليق الحكم بالمشتق ، وليست لما نفسها للتعليل ، والمعنى أَن إِهلاكهم بسبب ظلمهم كما نقول فى إِذا التعليلية إِنها ظرف ، والتعليل مستفاد بمدخولها لأَحرف تعليل كما شهر { وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ } الدلائل على صدقهم فلا عذر لهم ، عطف على أَهلكنا عطف سابق على لاحق ، أَو حال من واو ظلموا بتقدير قد لأَنه ماض مثبت متصرف ، وقيل أَو بدون تقديرها { وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا } حال من هاءِ جاءَتهم ، أَو عطف على جاءَتهم واللام لتأْكيد النفى بمعنى أَنهم أَشقياءُ لا يتركون الإِصرار ، وليس الجملة تأْكيداً للجملة قبلها لأَن الأُولى تكذيب ، وهذه إِصرار عليه والضمير للقرون ، وأَجاز مقاتل كونه لأَهل مكة ، وهو ضعيف { كَذَلِكَ } أَى مثل ذلك الإِهلاك للإِصرار على ترك الإِيمان { نَجْزِى الْقَوْمَ المُجْرِمِينَ } سائِر المجرمين الذين بعد كأُهل مكة أَو هم المراد فالأَصل نجزيهم ، فوضع الظاهر موضع المضمر ليصفهم بالإِجرام الذى هو علة للإِهلاك وللفاصلة وعليه فأَل للعهد .