Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-1)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سورة يونس { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الر } قال ابن عباس رضى الله عنهما : معناه أَنا الله أرى ، وقيل : أَنا الرب لا رب غيرى . وقيل : الر ، وحم ، ون اسم الرحمن . وقيل الر اسم للسورة ، وعليه الجمهور ، وقيل الر ، حروف تهج مسرودة ، وفى إِمالة الراء دفع توهم أَن را حرف كما ولا ثنائى ، لأَن الحروف تمتنع فيها الامالة ، وكذا قراءَتها بين بين ، وذلك إِجراءُ لأَلفها مجرى الأَلف المنقلب عن الياء { تِلْكَ } ما يأْتى من آيات السورة ، أُشير إِليها قبل مجيئها لأَنها فى حكم الحاضر لقرب ذكرها بعد ، كما يقول الكاتب : هذا ما اشترى فلان ، يشير إِلى ما حضر فى الذهن . ويقال هنا إِشارة إِلى ما حضر فى العلم ، أَو الإِشارة إِلى القرآن كله لتعينه فى علم الله تعالى ، أَو اللوح المحفوظ أَو باعتبار أَنه نزل جملة إِلى السماءِ الدنيا ، أَو إِلى ما نزل منه دون ما لم ينزل أَو إِلى السورة ، ولا سيما إِن قلنا الر اسم للسورة أَو لما أُشير إِليها فى ضمن سرد هذه الحروف على التحدى كانت مذكورة ضمنا . { آيَاتُ الْكِتَابِ } أى آيات من الكتاب بمن التبعيضية ، وإِذا كانت الإِشارة إِلى القرآن كله فلا تقدر من التبعيضية ، فالكتاب إِما السورة وإِما القرآن ومحط الفائدة { الْحَكِيمِ } أَى المشتمل على الحكم بكسر الحاء وفتح الكاف والحكمة هى وضع الأَشياء فى مواضعها اللائقة ، أَو علم الأَشياءِ على ما هى عليه ، وقال الراغب : إِصابة الحق بالعلم والعمل ، وإِسناد ذلك إِلى السورة أَو القرآن مجاز عقلى كما فى نهاره صائِم وليلة قائِم ، أَو مجاز بالحذف أَى حكيم قائِله ، أَو ذلك نسب كلابن أَو تشبيه بإِنسان ناطق بالحكمة على طريق الاستعارة بالكناية ، ورمز إِلى ذلك بإِثبات الحكمة ، أَو المعنى محكم بفتح الكاف ، أَى متقن لا خلل فيه ، أَو لا بنسخه كتاب آخر فهو حقيق ، أَو بكسر الكاف فمجاز كما مر ، لكن فعيل بمعنى مفعل أَو مفعل ضعيف .