Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 87-87)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ } هارون { أَنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ } فى مصر { بُيُوتاً } وأَن مفسرة لتقدم معنى القول دون حروفه ، وتبوءَا أَمر أَو مصدرية وتبوءَ مضارع أَو أَمر عند من أَجاز دخول أَن المصدرية على الطلب ، والمعنى أَوحينا التبوءَ أَو أَوحينا أَمر التبوءَ أَى الأَمر به ، ومعنى تبوءِ البيوت اتخاذ البيوت للسكنى ، أَو للرجوع إِليها للعبادة ، كذا يقال فلعلهم قبل ذلك لا بيوت لهم ، بل يكترون أَو يسكنون بالعارية ، أَو لهم بيوت نحو شعر أَو أَخصاص فأَمر ببيوت البناءِ ، وهذا يصعب لكثرتهم ، أَو الأَمر متوجه إِلى من لا بيت له ، ولجمهورهم بيوت ، أَو أُريد بالبيوت محاريب فى مساكنهم أَو أُريد بالبيوت مساجد أَو مصليات مخفاة حيث يمكن إِخفاؤها ، والفعل متعد لواحد واللام متعلق بتبوءَا أَو بمحذوف حال من بيوتاً ، أَو من قوم وقيل الاثنين ، واللام صلة فى أَحدهما { وَاجْعَلُوا } أَنتما وقومكما ، وقد يكون الخطاب لقومهما لأَنهما يأْمران وينهيان جهراً { بُيُوتَكُمْ } مطلقا أَو البيوت المأْمور باتخاذها { قِبْلَةً } قيل يقابل بعضها ، بعضا ، وهو قول عن ابن عباس وهو أَمر صعب ، وقيل مقابلة بأَبوابها إِلى الكعبة ، وكان موسى يصلى إِليها أَول الأَمر ، وروى أَن جميع الأَنبياءِ قبلتهم الكعبة ، وهو ضعيف ، ويذكر أَن قبلة اليهود الصخرة ، وموسى الكعبة ، والنصارى مطلع الشمس ، وهو بعيد ، أَو القبلة مجاز للمصلى فإِنها سبب لكون البيت مصلى فإِن الصلاة سبب لكون المكان مصلى والصلاة سبب صحتها وشرطها فيكون سبباً له لكونه شرطاً للصلاة ، أَو معنى قبلة مساجد على أَن المراد باتخاذ البيوت اتخاذها للعبادة يصلون فيها مستقبلين للكعبة ، وذلك لضرورة الإِخفاءِ من فرعون لئلا يهلكهم ، وإِنما وجبت عليهم الصلاة فى الكنائِس إِذ لم يضطروا وفرعون منعهم عن الكنائِس ، فأَوحى الله إِليهم أَن صلوا فى البيوت ، كما قال ابن عباس ، وورد أَن أَصحاب الكنائِس يصلون إِذا رجعوا إِليها ، وقبلة اليهود الآن الصخرة ، وكذا هى قبلة موسى عليه السلام ، وكانوا يضعون التابوت عليها ويصلون إِليه ، ولما زال بقوا على الصلاة إِليها وقبل ذلك يصلون إِليه وهو فى قبة موسى عليه السلام { وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ } فى بيوتكم إِذ منعتم عن الكنائِس أُو أُخربت أَو عن بنائِها من أَول الأَمر بعد إِذ كنتم تصلون فيها ، كما كان المؤمنون بمكة أَول الإِسلام يخفون دينهم ، وقيل أَمر الله موسى ، باتخاذ المساجد على رغم الأَعداءِ وتكفله لهم أَن يصونهم عن شر الأَعداءِ { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } يا موسى بالنصر على فرعون وقومه وبالجنة وبحصول مقصودهم ، أَفرد بالخطاب لأَنه المقدم بالرسالة فهو أَليق من هارون بتبشير المؤمنين ، وأَما غير ذلك من اتخاذ المعابد والمساجد والصلاة فإِنه مما شاركوا فيه وخوطبوا فيه معه .