Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 11-12)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَالَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ } تضرع مشعر بالمكر خرج منهم بلا روية ، أَو كانت مراودة قبل هذا أَو ظهر لهم منه خوفه عليهم أَن يضيعوه أَو يهلكوه ، أَو رأَوا منه بلا تقدم مراودة وخوفه شدة حبه وما رأَى فيهم من الحسد أَو مخايلة ، وعن مقاتِل : قالوا ذلك بَعْدَ قوله : إِنى ليحزننى إِلخ وقالوا له { وإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ } ما نعود عن المضرة جهدنا وقائمون بمصالحه وإِكرامه كأَنه عندك ، قالوا له : أَما تشتهى أَن تخرج إِلى مواشينا فتصيد وتستبق ؟ قال : بلى قالوا : فسل أَباك ، فقال : نعم ، فدخلوا على أَبيه فقالوا : يا أَبانا يوسف أَراد الخروج معنا فقال : ما تقول يا بنى ؟ قال : نعم إِنى رأَيت منهم اللطف والرحمة ، والجملة حال من نا ، أَو من ضمير تأْمن ، أَو معطوفة على بعد ، قالوا وكأَنه قيل : وقالوا إِنا له لناصحون ، والصحيح فى تأْمنَّا النطق بنون بين ضمة وسكون ، فنون بعدها ، هذا ما أدى به وأَطلت فيه كابن الجزرى فى شرح نظمى المسمى ( جامع حرف ورش ) وأَذكر بعضه مختصراً ، قرأَ العامة تأْمنا بالإِخفاءِ ، وهو عبارة عن تضعيف الصوت بالحركة والفصل بين النونين ؛ لأَن النون تسكن رأْساً فذلك إِخقاءُ الإِدغام ، وقرىء بالإِشمام الذى هو ضم الشفتين إِشارة إِلى حركة الفعل مع الإِدغام الصريح ، وذلك إِشارة إِلى الضمة بعد الإِدغام وقبل كماله ، وقرأَ أَبو جعفر بالإِدغام الصريح وقرأَ الحسن بضم النون بالإِدغام والإِشمام محافظة على حركة الإٍعراب ، والجمهور على الإِخفائ أَو الإِشمام { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً } أَصله غدو بإِسكان الدال أَو فتحها كيد حذفت لأمه { يَرْتَعْ } أصله غدو الفواكه والأَثمار كما ترعى الإِبل ، أَو يلا بسها فى رعيها ويذهب معها للرعى ، وهذا افتعال من الرعى للمطاوعة أَى نرعه فيرتع ، ومن سكن العين جعله من الرتع بمعنى يسعى فى أَكل الفواكه ونحوها من الرتعة ، وهى الخصب كأَنه قيل يعامل الخصب بالأَكل والتمتع ، ولعلهم كانوا فى شدة وذلك مباح ، ويقال : يرتع فلان فى ماله أَنفقه فى شهواته ، ثم تعارفته العرب فى أَكل البهائم من الخصيب ، ويستعار للإِنسان إِذا أُريد التفسح فى الأَكل كأَنه بهيمة شهوة بلا عقل يكفها ، { وَيَلْعَبْ } يرمى الحجارة أَو بالعصا أَو بالسهام ليتعلمها وبالمسابقة لرجليه أَو دابه ، و المراد ما يتدرب به لقتال العدو ، وإِلا لم يقرهم عليه يعقوب عليه السلام سمى التعلم لعباً للشبه ، ويدل اللعب بالمسابقة قوله : { إِنا ذهبنا نستبق } [ يوسف : 17 ] لأنهم قالوا : { وتركنا يوسف عند متاعنا } [ يوسف : 17 ] فهو لم يستبق معهم ، فإِن عامل عمل المسابقة فوحده لا معهم ، واللعب فعل لم يقصد به مقصد صحيح { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الضر ، حال من ضمير يلعب أَو من الهاء أَو معطوف مثل ما مر .