Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 13-13)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ } يحزننى ذهابكم به عنى لشدة حبه ، فلا أَقدر على فراقه { وأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ } لصغره ولو كان بان اثنتى عشرة سنة ، أَو لكبر ذئاب تاك الأَرض وشدتها ، وكانت أَرضاً كثيرة الذئَاب ، أَو أَراد بالذئْب الذئَاب ، وقيل : قال ذلك لأَنه عليه السلام رأَى فى النوم ذئْباً يشد على يوسف ، ويوسف يأْخذ حذره منه ، ويقال : إِنه عليه اسلام رأَى فى نومه أَنه على ذروة جبل ويوسف فى بطن الوادى فإِذا عشرة ذئَاب تريد أًكله ، ودفع عنه واحد فاتسعت الأَرض فتوارى فيها ثلاثة ، قلنا : كأَنهن أَيامه فى الجب ، والذئَاب إِخوته ، ومعنى إِحزان الذهاب به له أَن ذكرهم به أًحزننى فى الحال ، تصوره قبل تحقق الذهاب ، فالمضارع للحال كما هو مقتضى لام الابتداءَ الداخلة فى خبر إِن ؛ لكن لا نسلم أَن تلك اللام للحال لزوماً ، بل تجوز للحال والاستقبال ، فمن الاستقبال قوله تعالى : { وإِن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة } [ النحل : 124 ] وكذا أَخاف من الآن أَن يأْكله الذئْب إِن ذهبتم به ، وأَقرب من ذلك أَنكم إِذا ذهبتم به حزنت لا الآن { وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } فى شغلكم كائِنا ما كان ، لأَنه لم يذكرهم بالارتعاءِ واللعب بل ذكر بهما يوسف ، وفى الواقع فى زعمهم اشتغالهم بالاستباق كما ذكر بعْد ، نعم يقرب أَن يقدر يرتع ويلعب معنا ، أَو غافلون لقلة اهتمامكم به .