Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 14-14)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جواب لقوله : أَخاف أَن يأْكله الذئْب ، ولم يجيبوا ، قوله : ليحزننى أَن تذهبوا به لقصر زمان الحزن من ذهابهم إِلى رجوعهم ، أَو لأَن مرادهم إِيقاعه فى الحزن ، قال بعض المتأَخرين : الأَخير هو المتعين وفيه نظر ؛ لأَنهم حينئذٍ ليسوا يتحرزون عن الكذب والاتهام حتى يسكتوا عما يخالف اعتقادهم ، بل لم يجيبوه عن ذلك لأَنهم رأَوا أَن الحزن لا بد واقع لا حيلة لهم فى قطعه ، وجملة نحن عصبة حال من الهاءِ أَو الذئْب ، والخسران هنا العجز والضعف استعارة من الخسران بمعنى الهلاك ، أَو من نقص المال فى التجر ، والمعنى مستحقون أَن يدعى علينا بالخسران ، بل تضيع أَموالنا ومواشينا لضعفنا عن القيام بها ، وهذا بعيد ، وكان قيل : بين خروج يوسف عن أَبيه إِلى لقائِه ثمانون سنة لم تجف فيها عينا يعقوب وما على الأَرض يومئذ أَكرم على الله منه ، قيل : لم يعلموا أَن الذئب يأكل الإٍنسان ، ولما قال أَخاف أَن يأْكله الذئب تعلموا منه الحيلة فقالوا أَكله الذئب ، والبلاءُ موكل بالمنطق ، قال ابن عمر : عنه صلى الله عليه وسلم : " لا تلقنوا الناس فيكذبوا " ؛ فإٍن بنى يعقوب لم يعلموا أَن الذئْب يأْكل الناس ، فلما لقنهم أَبوهم قالوا أَكله الذئْب ، ويقال : البلاءُ موكل بالمنطق ، قال :