Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 28-28)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا رَاَى } زوجها { قمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ } أَى إِن هذا القد ، أًو إن قولك ما جزاءُ إِلخ ، أَو أَن السوءَ اللازم للاحتيال ، أًو أَن الأَمر وهو الطمع فى يوسف اللازم للاحتيال { مِنْ كَيْدِكُنَّ } أَسند ما للواحدة إِليهن ، لأَن النساءَ فى الجملة صواحب حيل ومكر لتواطئهن على المكر ، أَو رضاهن بما تفعل إِحداهن ، أَو المراد أَن هذا من جملة ما تفعل النساءُ مثله والخطاب لها ولهن ، أَو لهن داخلة هى فيهن ، وذلك شامل لها ولجواريها وسائِر النساءِ ، وقيل لها ولجواريها والصحيح العموم فيدخلن { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } قال بعض العلماءِ : أَخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان لقوله تعالى { إن كيدكن عظيم } وقوله : { إن كيد الشيطان كان ضعيفاً } [ النساء : 76 ] وذلك على إطلاقهن فى المكر ، ولو كان الرجل أَقوى فى بعض الأَحوال من النساءِ ، وأَيضاً كلامهن يؤثر فى قلب الرجل ويسمعه بأذنه وكيد الشيطان وسوسة بلا مواجهة ، أَو عظيم فى أًمر الجماع ، والإِنسان مطلقاً ضعيف ، الرجال والنساءُ بالنسبة إلى ما هو أَقوى منه كالملائِكة والجبال كما قال : { وخلق الإِنسان ضعيفاً } [ النساء : 28 ] أَى بالنسبة ، ولعظم كيد النساءِ اتخذهن إِبليس أَعاذنا الله منه وسائِل لإِغواءِ من صعب عليه ، وفى الخبر : ما أَيس الشيطان من أَحد إِلآ أَتاه من جهة النساءِ ، وهل الاستدلال بالقد حجة ، وكذا فى كون مكرهن أعظم من مكر إِبليس على حد ما مر ، فقيل كذلك لأَن الله تعالى ذكره عن قائله ولم ينكره ، وقيل لا لأَنه قد يذكر الشىءَ ولا ينكره مع أَنه لا يثبته فقد يكون القد من قدامه ، وهى الجابذة من خلف وقد يكون من خلف وهى الجابذة من قدام لضعفه من قدام أَو خلف .