Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 85-85)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالوا } تسلية له عليه السلام ، ولذلك أَجابهم بأَنى لست أشكو إِليكم ولا إِلى غيركم بل إلى الله - عز وجل - قال صلى الله عليه وسلم : " من كنوز البر كتمان الصدقة والمصائب والأَمراض " { تَاللهِ تَفْتَوأُ } لا تفتؤُ أَى لا تزال { تَذْكُرُ يُوسُفَ } بالتوجع عليه ، وإِنما حذف لا النافية للعلم بالنفى من المقام فإِنه لا يناسب أَن تالله تترك ذكر يوسف ، ولأَنه لو لم تقدر لأَكد الفعل بالنون واللام على حد { وتالله لأَكيدن أَصنامكم } [ الأنبياء : 57 ] وذلك كثير حتى أَنه لو قيل تالله أُحبكَ لكان المعنى لا أُحبك بالنفى ، ولو أُريد الإِثبات لقيل لأَحبنك قال : @ فقلت لها تالله اَبرح قاعدا ولو قطعوا رأْسى لديك وأَوصال @@ فالآية من التورية إِذا أُريد المعنى البعيد ، وهو تقدير النفى لا القريب الذى هو إبقاءُ الكلام على ظاهره من الإِثبات ، وإِنما حلفوا على حسب ما ظهر لهم من الأًمر الغالب والداعى إلى الحلف قصد تسلية عن يوسف { حَتَّى تَكُونَ حرَضاً } مريضا مشرفا على الهلاك ، أو الحرض الذى أَذابه هم أَو مرض وأَصله مصدر ، وصار يطلق على الذات المفردة وما فوقها { أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ } الموتى وأَو لمنع الخلو لا لمنع الجمع لجواز أن يكون مشرفا على الموت ، ويموت بعد ، نعم باعتبار حالة واحدة لمنع الجمع لأَنه حال الحرض غير ميت وحين الموت خرج عن الحرض ، ويقال : أَو بمعنى إِلى أَو بمعنى بل ، قال بعض المحققين فلا يرد أَن حق هذا التقديم على حتى تكون حرضا وأَنه إن كانت للترديد فهى لمنع الخلو والتقديم على ترتيب الوجود كقوله تعالى : { لا تأْخذه سنة ولا نوم } [ البقرة : 255 ] أَو لأَنه أَكثر وقوعا .