Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 25-25)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بِعْدِ مِيثَاقِهِ } هما ما تقدم فى قوله : { الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } [ الرعد : 20 ] فى الأَوجه السابقة ، وزاد معنى آخر هنا فى الميثاق ، وهو التأْكيد كأَنه قيل من بعد تأْكيد بالاعتراف والقبول ، وهم فاعل الميثاق ، أَو من بعد تأْكيد الله له بالدلائل العقلية والسمعية ففاعله الله أَو الميثاق اسم آلة ، وهو ما يوثق به الشىءُ فعهد الله قوله : { أَلست بربكم } [ الأعراف : 172 ] ، والميثاق قولهم : بلى { وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ } هو ما مر فى قوله : { والذين يصلون ما أَمر الله به أَن يوصل } [ الرعد : 21 ] { ويُفْسِدُونَ } يعتادون عمل الفساد { فِى الأَرْضِ } فلا مفعول له ، أَو يقدر يفسدون ما صلح وهو التوحيد وعبادة الله وعدم الجور ، وذلك بالشرك والمعاصى فيما بينهم وبين الله ، وفيما بينهم وبين الخلق كتهييج الفتن وإِفشاءِ أَسرار المسلمين إِلى الكفار { أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ } البعد عن الجنة وولاية الله { وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } الآخرة وسوءُها جهنم ، أَو سوءُ الدار الدنيا ، أَو سوءُ عاقبة الدنيا وهى جهنم ؛ لأَنه فى مقابلة عقبى الدار ، على أَن عقبى الدار عقب دار الدنيا ، أَو الدار جهنم وسوءَها عذابها ، واللام فى الموضعين للاستحقاق ، وقدم للحصر ، وكل واحدة من تلك الصفات على حدة توجب اللعنة وسوءَ الدار ، وأَخر سوءَ الدار للفاصلة .