Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-24)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طِيبَةً } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَولى أَن يكون لكل من يصلح لأَن الأصل فيه التعيين ، ولأَن ما للنبى فى الجملة للكل ، والرؤية علمية بدليل تعليقها بالاستفهام ، لكن تعلق البصرية أَيضا تقول : انظر إِلى موضع كذا هل فيه كذا ، فيجوز أَن تكون هنا بصرية مجازا تنزيلا للعلم منزل المحسوس مبالغة ، ومثلا مفعول ثان وكلمة أَول ، أَى كيف صير كلمة طيبة مثلاً ، أَو متعد لواحد بمعنى وضع ، وكلمة بدل أَو بيان على جوازه فى النكرة من مثلا ، والمراد كالمثل فى الغرابة ، والكلمة الطيبة لا إِله إِلا الله ، أَو كل كلمة حسنة كالتسبيح والتحميد والاستغفار والتوبة والقرآن ودعوة الإِسلام ، وكل ما أَعرب عن حق أَو دعا إلى صلاح ، وقيل : المؤمن ، كما أُطلق على عيسى أَنه كلمة ، والأَولى ما تقدم ، ووجه الشبه أَن كلمة الشهادة رسخت فى القلب كرسوخ الشجرة ، ويتفرع عليها الأَعمال الصالحة كتفرع ثمار الشجرة { كَشَجَرَةٍ } نعت لكلمة أَو حال ، أَو هى كشجرة أَو جعلها كشجرة ، وعليهما تكون تفسيرا لضرب المثل ، أَو بدل على أَن كلمة بدل أَو بيان لمثلا وكشجرة مفعول ثان ، قوله : ومثل كلمة خبيثة لأَن مثل مبتداٌ وكشجرة خبر { طَيِّبَةٍ } هى النخلة كما فسرها بها صلى الله عليه وسلم بعد ما سأَلهم عنها ، وفهمها عبد الله ابن عمر فلم ينطق بها حياءً ، ولعلهم لم يسارعوا إِليها لتبادر اسم الشجرة إلى غيرها ، أَو لأَنها لو أَريدت لم يختبر أَفهامهم بها لمشاهدتها فى البلد وكثرتها ولولا ذلك لفسر بمطلق الشجر الطيب المثمر كالنخلة وشجرة الرمان والعنب والتين ، وقيل : شجرة جوز الهند ، أَو شجرة طوبى كما قيل بهما { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } راسخ فى الأَرض بالعروق { وَفرْعُهَا } أَعلاهما كما لأَعلى الجبل أَنه فرعه ، وإِن أُريد فروعها وهو الغصون التى هى هنا الجرائِد ، فالإِضافة للحقيقة أَو للاستغراق فصح لما فوق الواحد { فِى السَّمَاءِ } فى جهة السماءِ أَو جهة العلو ، أَنزل الله الآية على ما علم منا ، وهو خلق له أَنا ننزع الجرائِد اليابسة وننزع الخضرة أَيضا للحاجة فيكون أَعلاها جرثومة فى الجو ، ولو تركت بلا نزع لم يختص أَعلاها بذك فتكون كشجر السرو .