Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 32-33)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَألأَرْضَ } الله هو الخالق لذلك وما بعده فكيف يعبد غيره { وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً } من السحاب ما علاك فهو سماءٌ أَو من السماءِ المقابلة للأَرض وهو بعيد ، أَو تارة من هذه ، وتارة من السحاب تكون على جبل وفى أَسفل منك سحاب ماطر ، ويقال ينزل من السماءِ إِلى السحاب كما ينزل جبريل فى لحظة ، أَو ينزل الماءُ بتدريج فيظهر لنا حين أَراد اللهُ { فَأَخْرَجَ } الفاءُ للترتيب دون اتصال هنا وهى سببية أَو مضت مدة فأَخرج ، أَو الاتصال فى كل شىءٍ بحسبه فمقدار المعتاد فى الإخراج بعد الإِنزال اتصال { بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ } حال من قوله { رِزْقاً } رزقا هو الثمرات أَو بعض الثمرات { لَكُمْ } متعلق بأَخرج أَو نعت رزقا والرزق ما ينتفع به مطعوما أَو مشروبا أَو ملبوسا أَو غير ذلك ، والثمرات يشمل ثمرات الشجر وثمرات ما يحرث وثمرات القطن والكتان { وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلْكَ } سهل لكم صنعتها والعمل بها فلا تغرق ، وهو هنا مفرد لأَن المفرد الأَصل ولقوله { لِتَجْرِىَ فَى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } ولم يقل ليجرين كما قال فى الجمع وجرين بهم ، ولو احتمل الجمع وإفراد الضمير لتأْويل الجماعة لأَن هذا خلاف الأصل ، وأَل للحقيقة فصدق بالجماعة كما فسروه بالسفن لا بالسفينة ، والفلك المفرد يذكر ويؤنث وأُنث هنا ، ووجهه أَنه فى معنى السفينة ، وقد يترجح الجمع هنا ويتقوى بالتاءِ ، لأَن المفرد فى القرآن ورد مذكرا وهو قوله تعالى : { فى الفلك المشحون } [ الشعراء : 119 ، يس : 41 ] وأَمره مشيئَته تجرى بإِذن الله وتسخيره فى البحر لمصالحكم من حمل الثمار ومتاع التجر وحمل الحيوان من بلد لآخر ، وماء البحر لذلك ، وما شاءَ الله من المنافع كاللؤلؤِ وذكر الشراب بقوله : { وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنْهَار } للشرب والحرث ، وقد تكون فيه السفن للحمل أَيضا وتسخير أَتباعها ولولاه لم تنبع ، ولو شاءَ لجعلها أَسفل ، وقد تشمل عيون الأَبيار ، ومن تسخيرها تعليمه الناس استخراجها وإجراؤها سواقى وقنوات { وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ } فى السماءِ الرابعة { وَالْقَمَرَ } فى السماءِ الدنيا { دَائِبَيْن } يجريان فى فلكهما على استمرار ، وقيل : فى أيدى ملائِكة بسلاسل من نور ، والفلاسفة يثبتون لهما حركتين ؛ الحركة الأُولى اليومية من المشرق إلى المغرب الحاصلة لهما يفسر المحدد لفلكيهما ، والأُخرى الحركة الثانية وهى الحركة من توالى البروج من المغرب إلى المشرق الحاصلة بحركة فلكيهما حركة ذاتية ولا يثبتون لهما حركة فى الفلك كحركة الحوت فى الماءِ ، وقال ابن العربى : لهما حركة فى فلكيهما ، والفلك عنده مثل الماءِ والهواءِ ، والدأَب . العادة والدوام لا ينقطع جريهما لإِزالة الظلمة وإصلاح النبات والحيوان ، وإنضاج الثمار بهما ، قيل : الشمس تتضجعها والقمر يلونها ، ومعرفة الفصول بالشمس نهارا ، والشهور بالقمر لتوقيت الديون والأَشياءِ المؤَجلة والحج والصوم وغير ذلك ، { وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ } للسكون والراحة { وَالنَّهَارَ } للكسب ، هذه سبع جمل صلات للذى متعاطفة والجامع بينهن بيان كمال قدرته وسعة نعمه على خلقه والدلالة على وحدانيته تعالى علما وقدرة بعشرة أَدلة ، وزاد خلق السماوات وإٍنزال الماءِ بأَن بينهما جامعا خياليا ، وأَما المسند إليه فمتحد سبحانه وتعالى .