Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 38-38)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِى وَمَا نُعْلِنُ } من حزن القلب وبكاءِ العين وأَحوالنا ومصالحنا وأَرحم بنا منا لأَنفسنا . @ وأرحم بى منى لنفسى وأَرأَف فما جزعى مما أَصاب وما عذرى @@ لكن ندعوك توحيدا لك ، إِذ لا قاضى حاجة سواك ، ولا أرحم منك واستعجالا لنيل ما عندك ، فمن شأْن الإِنسان العجلة ولو كان الأَولى تركها ، وجبرا لما نالنى من مفارقتى لولدى الرضيع وأُمه السرية الموافقة لى دنيا ودينا ، المطيعة لك ، وإِظهار للتضرع والتوكل فإِنك المرجو ظاهرا وباطنا رجاءً لأَن تحييهما فى واد غير ذى زرع وتخفيفا للحزن المتمكن فى قلبى على ذلك ، واستنجازاً لقولها : إِذاً لا نخشى ، تركتنا إلى كاف حين قلت لها : الله أَمرنى بذلك ، وكرر النداءَ للمبالغة فى التضرع { وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَىْءٍ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ } لأن علمه لنفسه لا بتعلم وحدوث ، وما بذلك لا يتغير ، ومن للاستغراق تصريحا ، ولو كان بدون من لكان ظاهرا لا تصريحا إلا بعلمنا من خارج أنه لا يخفى عليه شىء ما ، وقيل : النكرة فى سياق السلب تعم تصريحا لا ظهورا فقط ، ولو لم تدخل عليها من الزائدة ، وذلك من كلام إبراهيم على الصحيح ، لأَن ما قبله وما بعده من كلامه ، وقيل : من كلام الله - عز وجل - معترض ولا سيما أن بين الكلامين مدة ، وعلى الأَول والأصل وما يخفى عليك ، ووضع الظاهر موضع المضمر قصد إلى ذكره تعالى باسمه الأعظم الذى يستجاب به التفاتا من الخطاب إلى الغيبة ، وعلى الثانى الأصل وما يخفى على من شىءٍ فى الأرض ولا فى السماءِ ، على الالتفات - السكاكى - من التكلم إلى الغيبة ، اعترض به تصديقا لكلامه قبل تمامه ، وقدم الأَرض للفاصلة ، ولأَن الداعى والمدعو له فى الأرض ، وليكون علمه بما فى الأرض كالبرهان لعلمه بما فى السماءِ ، والأَمكنة عنده سواءَ ، فإذا علم ما فى الأَرض فعلمه بما فى السماءِ أَولى بحسب بادى الرأْى ؛ لأَنها فى جهة محل اللوح والوحى ، وهو متنزه عن الحلول .