Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 3-3)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الَّذِينَ يْسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ } يختارونها على الحياة الآخرة أَو الدار الآخرة ، وهو مبتدأ خبره أُولئك فى ضلال بعيد ، أَو مرفوع أَو منصوب على الذم ، لا نعت للكافرين ، والإِلزام الفصل بين النعت والمنعوت بأَجنبى وهو من عذاب ، الذى هو بيان للمبتدإِ الأَجنبى من الخبر كذا قيل ، وفيه أَن الخبر مرفوع بالمبتدإِ فلا يكون أَجنبيا ، وأَيضا يتسامح فى الظروف { وَيَصُدُّونَ } يعرضون أَو يمنعون الناس { عَنْ سَبِيلِ اللهِ } التوحيد والإِسلام { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } يبغون لها عوجا فحذف اللام أَو يثبتونها أَو يصفونها عوجا على الاستخدام ، فالضمير لسبيل الله ، والمراد به سبيلهم ، والعوج الزيغ يطلبونه ليقدحوا به فى سبيل الله ، وعوجا حال أَى ذات عوج أَو معوجة أو نفس العوج مبالغة { أُولَئِكَ فِى ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن الحق ، ومن الضلال ؛ ما هو قريب كضلال الموحد الفاسق ، وضلال الكتابى الذى قد يراجع التوراة والإِنجيل فيرجع إلى الإِسلام ، وعلى استشعار أَن الضلال بعيد مطلقا - يكون بعيد نعت توكيد ، كظل ظليل وليلة ليلاء ، وداهية دهياء ، وصفهم بالرسوخ فى الكفر ، فإِن استحباب الشىء طلب محبته عن اختياره باستحبابه ، لما فى اختياره من شائِبة طلب كونه أَحب إليه من غيره ، فالاستحباب أَبلغ من الاختيار ؛ لأَن الاختيار ترجيح ، والاستحباب يدل على كون حب الشىءِ مطلوبا له ، وكفروا وطلبوا لما كفروا به عوجا بإِلقاءِ الشبه والشك والجد فى تقبيحه بكل ما يمكن ، والبعد فى الحقيقة فى المكان ، واعتبر فى الإِنسان الذى خالف الدين ، التشبيه بمن ضل فى الأَرض ووصف به فعله الذى هو المخالفة المعبر عنها بالضلال على طريق التجوز فى الإِسناد ، أَو نزل الحق منزلة المكان رفع الضلال عنه ، وأَسند البعد إلى سببه الذى هو الضلال للملابسة بينهما ، وقد يقال : البعد حقيقة فى الضلال وفى الأَمر الذى به الضلال .