Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 43-43)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مُهْطِعِينَ } مسرعين إلى جهة الداعى فى صخرة بيت المقدس إلى المحشر وهو إسرافيل ، أيتها البالية والأَوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاءِ أَو المراد مقبلين بأَبصارهم لا يطرفون بها خوفاً وإجلالا ، وهذا مجاز ، والأصل الإقبال بالذات ، وقيل أصل الإهطاع الإقبال على الشىءِ فإطلاقه على الإسراع أيضاً مجاز أو حقيقة عرفية ، والنصب على الحال من هاءِ محذوفة عوض عنها أل أو مجرورة بحرف أى أبصارهم أو الأَبصار لهم أو منهم ، أَو يقدر يبعثون مهطعين { مُقْنِعِى رُؤْوسِهِم } حال ثان مما مر ، أَو من ضمير مهطعين ، أو من الأبصار مبالغة بأَنها كعاقل حتى جمعت جمعه ووصفت بارتفاع الرأْس نفسه كما مرت المبالغة بأَن الدعاءَ قابل أَو عالم ، وإضافته لفظية لأَنه وصف للحال ، أو للاستقبال ، فصح حاليته ولو أُضيف لمعرفة ، والإقناع رفع الرأس بجملته فلا يتكرر مع رفع اليدين إذا فسرنا به تشخص ، وقيل الإِقناع خفض الرأْس فهو من الأَضداد { لاَ يرْتَدُّ إِلَيْهِم طَرْفُهُمْ } حال مما مر أَو من ضمير مقنعي أّو من الهاءِ لا بدل من مقنعي ؛ لأَنه لا تبدل جملة من مفرد ، أَو هو مستأّنف ، ويرتد مطاوع رد أَى لا يرون أَبصارهم فلا ترتد أَى لا ترجع ، والطرف العين ، والمراد الجمع ، وسوغ ذلك الإِضافة إِلى ضمير الجمع ، أَو أَفرد لأَنه مصدر في الأَصل أَو المراد المصدر أَى لا يرجع إِليهم نظرهم من الموضع الذي تنظر فيه العين إِلى أَجسامهم { وأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } اسمية موجبة عطفت على فعلية سالبة ، أَو حال مما مر أو من إحدى الهاءَين ، ومعنى هواءٌ خلاءٌ وكل خال هواءُ ، أى خالية عن الفهم والتفكر ، وعن جريان التكليف للأُمور لشدة الدهش ، أَو خالية عن الخير أَو عن العقل أو تهوى فى أَجوافهم ليس لها مكان تستقر فيه ، والقلوب يومئذ زائلة عن أماكنها والأبصار شاخصة والرؤُوس مرفوعة إلى السماء لشدة الهول .