Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 44-44)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنْذِرِ النَّاسَ } أَنذر يا محمد الناس قومك وغيرهم أَى أَخبرهم بما يخافون وهو متعد لاثنين الثانى هو قوله { يَوْمَ } على حذف مضاف أى أنذر الناس هول يوم { يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ } أى عرفهم هوله الآن ليعملوا له ، وهو يوم القيامة أو يوم الموت فإنه أول وقت عذابهم { فيَقُولُ الَّذينَ ظَلَمُوا } من أهل مكة وغيرهم { رَبَّنَا أَخِّرْنَا } عن العذاب أو أخر عذابنا لننجو منه أبدا بأَن ترد الدنيا وأموالها وبناءَها وتكليفنا فيها وتمهلنا فيها ولو مدة قليلة أَو تحضر لنا ذلك فى مقامنا هذا فنستدرك ما فات { إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ } مدة من الزمان قصيرة مقدار ما نقضى ما ضيعنا ، أَو مقدار آجالنا السابقة فى الدنيا فإنها قليلة ولو طالت ، أَو هذا يوم الموت لا يوم القيامة إِذ أَيقوا بالعذاب حين الموت { نُجِبْ دَعْوَتَكَ } دعاءَك السابق لنا فى الدنيا إلى التوحيد والعمل الصالح والتقوى { وَنَتَّبِعِ الرًّسُلَ } هذا كالنعت الكاشف لأَن من أجاب الدعوة فقد اتبع الرسول وإجابة الدعاء اتباع للرسل ، أَو نتبع الرسل فيما توحى إليهم أيضاً زيادة على ما مضى { أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسمْتُم مِّنْ قَبْلُ } أى فى الدنيا { مَا لَكم مِّنْ زوَالٍ } يقول لهم الملائكة أو الملك الواحد كجبريل ، أو يخلق الله الكلام فى آذانهم أو قلوبهم ، أو قول حال ، ويتبادر هنا أن لا يقدر كلام بين الواو والهمزة لأَنا إِذا قدرنا تمنيتم التأْخير أَو أَطلبتم التأْخير يبقى لم تكونوا أَقسمتم نفياً وإخباراً ، مع أن المراد به الإثبات بالاستفهام التوبيخى أو التقريرى فإنهم مقسمون ما لهم من زوال ، وساكنون فى مساكن الذين ظلموا لا غير ساكنين ، وهذا وإن قيل انسحب على ذلك تمنيهم التأْخير على معنى تمنيتم التأْخير وطلبتموه وتمنيتم أنكم لم تكونوا أقسمتم إلخ ، فبأى لفظ يفاد هذا ؟ أبمذكور أو بمحذوف ؟ نعم ينسحب التوبيخ بتقدير أَلم تؤَخروا فى الدنيا ولم تكونوا أقسمتم ، والمراد الزوال عن الموت أو عن قبورهم بالبعث كما قال الله عز وجل عنهم : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } [ النحل : 38 ] ، وهذا أنسب بأَن اليوم يوم القيامة ، أَو الزوال عن الدنيا بالموت ، علموا أنهم يموتون لكن يقولون بطرا لا نموت أو حالهم حال من يعتقد أنه لا يموت إذ أملوا بعيداً وبنوا مشيدا يحسب أن ماله أَخلده ، يقول أهل النار : { ربنا أمتنا اثنتين } [ غافر : 11 ] إلخ ، فيجيبهم الله عز وجل : ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده إلخ ثم يقولون : { ربنا أبصرنا } [ السجدة : 12 ] ، فيجيبهم عز وجل : { فذوقوا بما نسيتم } [ السجدة : 14 ] إلخ ، ثم يقولون : ربنا أخرنا إلى أجل إلخ : فيجيبهم سبحانه وتعالى : أَو لم تكونوا إلخ ثم يقولون : ربنا أخرجنا نعمل إلخ فيجيبهم : أَو لم نعمركم إلخ ثم يقولون : ربنا غلبت إلخ فيجيبهم تبارك وتعالى : { اخسئوا فيها } [ المؤمنون : 108 ] إلخ ، فهذه خمسة أدعية وخمسة أجوبة لا جواب لهم بعدها ولا يتكلمون بعدها إلا نباحا وزفيرا ، وذلك الترتيب عندى لا يتعينان ، ولو تم الأخير أعادنا الله الرحمن الرحيم ببركة ما هو الاسم الأعظم الذى لا يرد الداعى به من ذلك .