Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 6-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَال } اذكر يا محمد لقومك إِذ قال { مُوسَى لِقَوْمِهِ } بنى إسرائِيل { اذكُرُوا نِعْمةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ } الجملة حال من آل فرعون أَو من الكاف أَو لهما وكأَنه قيل : مم نجاهم ؟ قال : من سوء العذاب ، وسوم العذاب إِذاقته بالاستخدام فى البناءِ والحرث والغرس والحفر والاستعباد بكل ممكن ، والضرائب على من لا يقدر على ذلك ، وليس شاملا للذبح لعطفه عليه فى قوله : { ويُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } وإن شمله فالعطف تخصيص بعد تعميم لعظم شأْن التذبيح ، كأَنه لشدته ليس من ذلك العام لكن لا عذاب فى استحياءِ النساء فليس قوله : { وَيَسْتحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } عطف خاص على عام بل عطف على يسومونكم ، أَو يجعل سوم العذاب غير شامل لما بعد ، ومعنى استحياءِ النساءِ إِبقاؤهن بلا قتل بل يداوونهن ، وإِذا اعتبر أَنهم يبقونهن بلا قبل ليذقن الذل ، ذل العبودية والخدمة والإبعاد عن أَزواجهن وليذقنَّ شدة مفارقة بينهنَّ ، صلح أَن يكون قوله : ويستحيون إِلخ خصوصاً بعد عموم ، أَخبر الكهنة فرعون أَن مولوداً فى بنى إِسرائِيل يبطل ملكك وتموت به ، فصار يسقط الحبالى منهم ويخرق بطونهن ، ويقتل الأَولاد الذكور الخارجة من البطن ، ويبقى الإِناث منهن وأُمهاتهن بالمداواة ، ولما كان المراد فى سورة البقرة تفسير السوم بالتذبيح كان بلا عطف ، وتشديد يذبح للمبالغة فى أَفراد الذبح ، وبتعظيم نفس الذبح بحيث لا يطمع فى حياة المذبوح { وَفِى ذَلِكُمْ } أَى فى الإِنجاءِ من آل فرعون بإِغراقهم { بَلاَءٌ مِن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } إِنعام ، إِذا ما ابتلاه ربه فأَكرمه ونعمه ، أَو فيما ذكر من السوم والتذبيح والاستحياءِ ابتلاءٌ بالشدائِد ، وأَما إِذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ، وبلوناهم بالحسنات والسيئات .