Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 5-5)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا } إِلى فرعون وقومه { مُوسَى بِآياتِنَا } اليد والعصا ونحوهما من التسع ومنها الطمس ، وبلغ الرسالة ، وصبر على أَذاهم ، فافعل كذلك { أَن أَخْرِجْ قَوْمَكَ } من أَشرك من بنى إسرائيل أَو فسق ، أَو المراد تذكير الكل ووعظه بإِثبات المؤمن ، أَن قومه هم بنو إسرائِيل والقبط ؛ لأَنهم أَيضاً قومه بالإِرسال إِليهم { مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } من الشرك والمعاصى إِلى التوحيد والعمل الصالح ، وأَن مفسرة لأَن الإرسال فيه معنى القول دون حروفه ، لا مصدرية مقدرة بالباءَ قبلها كما شهر لأَنه لا خارجاً للأَمر يسلط عليه معنى الباء ، وقولك أَمرناه بإِخراج قومه إِخبار ، وقوله : أَخرج قومك إِنشاءٌ ، وليس إِخراجهم خارج أَخرج ، ففى قولنا : أَخرجتهم ، وأَخرجهم الآن أَو غدا خارج ولا خروج ماضياً ولا حاضرا ، ولا مستقبلا فى أَخرج بصيغة الأَمر وإِنما يكون له خارج إِذا أَخرجهم { وَذَكِّرْهُمْ } ذكر يا موسى قومك { بأَيَّام اللهِ } شدائده الشبيهة بالحروب المسماة بالأَيام كيوم ذى قار ويوم الفجار ويوم مضة ، وأُضيفت إِلى الله لأَنه موجبها كإِغراق قوم نوح وإِهلاك عاد وثمود ونمرود ، وذلك من جملة ما قال لموسى ، وقيل عنه صلى الله عليه وسلم : " أَيام الله نعمه " ، وقيل : نعمه ونقمة ، وعلى كل حال سميت بأَيام لوقوعها فيها ، والتفسير الأَول أَنسب بالمقام ، لكن قوله : { اذكروا نعمة الله } يناسب الثانى ، ولذلك جمعها القول الثالث { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآياتٍ } دلائل { لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } من كلام الله أَو مما أُرسل به موسى والإِشارة إِلى التذكير ، والصبر على ما يشق ، والشكر على ما يلذ ، وقيل : الصبار الشكور المؤمن عبر عنه بهما لأَن فيه مضمونهما وهو عنوانه ، وللتهييج إلى المبالغة فى الصبر والشكر ، وإِذا تفكر فيما جرى لمن مضى تنبه للإِيمان مع المبالغة فيهما فذلك معنى الدلائل ، وذكر المؤمن لأَنه المنتفع بالآيات لتفكره فيها دون غيره ، وقدم الصبر لأَنه مفتاح الفرج ، والفرج يقتضى الشكر ولأَنه من التروك ، يقال : صبرت الدابة أَى حبستها .